وفي إنجيل يوحنا نحن لسنا بصدد حاجة الإنسان وتوبته واقترابه، بل ما قبل ذلك ـ إعلان الله ذاته "حلَّ بيننا". إن الأمر هنا ليس "الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار" ليفتقد آدم (تك3) وليس ظاهراً في زيارة عابرة لإبراهيم (تك18)، ولا هو متكلماً إلى موسى من العليقة (خر3)، أو للشعب من خلال الضباب والظلام والنار والزوبعة (عب12)، ولا حتى في الصوت المنخفض الخفيف متكلماً إلى إيليا في نفس المكان في ما بعد (1مل19)، ولكنه الله ـ الكلمة ـ وقد صار جسداً (هذا ما لم يصره قط قبل ذلك، وما لم يحدث نظيره قبلاً). وحلَّ (هكذا) بيننا.