كانت هذه حقائق قاسية ولكن راعوث لم تكن لتتحول عن عزمها بواسطة «الأشياء التي تُرى»، بل كما ترك موسى مصر بالإيمان لأنه كان «يرى مَن لا يُرى» ( عب 11: 27 )، هكذا تركت راعوث موآب بالإيمان، قائلة لنُعْمِي: «إلهُكِ إلهي». وقد تصرفت بنفس روح الإيمان الذي تصرّف به تلاميذ الرب إذ قال بطرس: «ها نحن قد تركنا كل شيءٍ وتبعناكَ» ( لو 18: 28 )، فقد تعلَّقوا بالرب يسوع في ثقة تامة وإنكار ذات، وهذه هي علامة عائلة الإيمان، وقد ظهرت هذه العلامة في الفتاة الموآبية إذ لصقت بنُعْمِي كما نقرأ «فقبَّلت عُرفة حماتها، وأما راعوث فلصِقَت بها» ( را 1: 14 ). .