رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قبلة الآب وإذ كان لم يَزَل بعيدًا رآه أبوه، فتحنن وركض ووقع على عُنقه وقَبَّله ( لو 15: 20 ) ولدان صغيران ذهبا ليصطادا عند شاطئ النهر، ولكنهما سقطا كلاهما في الماء. وعلى مقربة منهما كان شاب صغير يصطاد أيضًا، فألقى بنفسه في الماء خلفهما. ولم يكن هذا الشاب يُجيد السباحة، ولكنه سعى وراءهما لكي ينقذ هذين الصغيرين ويعود بهما إلى الشاطئ سالمًا. ولكنه وجد نفسه أمام صعوبات أكبر منه. وابتدأ يغوص إلى أسفل بملابسه التي امتلأت بالماء. وكان يصارع بشدة حتى ينقذ الولدين الصغيرين. وأمام الإنحدار الشديد الذي كان بقرب شاطئ النهر، مع دوامات المياه التي لم يستطع مقاومتها، جرفته المياه بعيدًا وغرق، بعدما أنقذ الولدين. وبعد أيام قليلة كان الولدان الصغيران يقفان أمام الجثمان الذي كان يُوارى في المقبرة. وبعدما انتهت مراسم تشييع الجنازة، جاء أبو هذا الشاب ـ الذي أنقذ الولدين الصغيرين ـ وانحنى نحوهما ليُقبّل كل واحد منهما، ويطلب لهما البركة من الله. وكان واحد من المؤمنين ممن يكرزون بالإنجيل حاضرًا مشهد الجنازة، فوقف أمام سامعيه في الاجتماع التبشيري في تلك الليلة ليقول لهم: ـ لقد رأيت اليوم شيئًا لم أره من قبل. الأب يُقبّل الولدين اللذين كانا السبب في موت ابنه ... ثم أردف: ـ هذا ما يفعله الله في محبته العظيمة الآن. إنه يُقبّل كل مَنْ يأتي إليه مؤمنًا بالرب يسوع المسيح، على الرغم من هذه الحقيقة أنهم كانوا السبب في موت ابنه. وبعد انتهاء الاجتماع، أتى واحد من الحاضرين في ذلك المكان، إلى المبشر، وسأله: هل يقبل الله كل الراجعين إليه بالتوبة مثل ذلك الآب؟ فأجاب المبشر: نعم، إذا أتوا إليه بالإيمان مؤمنين بالرب يسوع المسيح، فإنهم ينالون الغفران والسلام والبركة. فقال: إني آتي إليه الآن. ليت قارئي العزيز يكون كذلك متخذًا قراره لكي يعرف الغفران ويتعلم فرح قُبلات الآب، بل وقبلات الابن، «ليقبلني بقبلات فمه، لأن حبك أطيب من الخمر» ( نش 1: 2 ). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|