|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فَخَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبّ، وَضَرَبَ أَيُّوبَ بِقُرْحٍ رَدِيءٍ، مِنْ بَاطِنِ قَدَمِهِ إِلَى هَامَتِهِ" [7]. ما أن نال الشيطان الإذن حتى انقض على جسم أيوب ليضربه بمرضٍ عنيفٍ للغاية. لم يضربه بقرحةٍ واحدةٍ، ولا عدة قروح، إنما بقروحٍ من باطن قدمه حتى يعجز عن المشي إلى هامته. لا يقدر أن ينام على أحد جانبيه ولا على ظهره أو حتى بطنه، ولا أن يجلس، ولا أن يقف، فكل جسمه باستثناء لسانه كان مملوءً بالقروح. لم يجد حتى الكلاب لتلحس قروحه، كما حدث مع لعازر المسكين (لو 16: 21). يعلق العلامة أوريجينوس على الوعد الإلهي: "إن كنت تسمع لصوت المحب إلهك، وتصغِ إلى وصاياه، وتحفظ جميع فرائضه، فمرضًا ما مما وضعته على المصريين لا أضع عليك" (خر 15: 26). [إذ كانت أحد أمراضهم هي القروح، فلماذا سقط أيوب في هذا المرض؟ قروح المصريين الوثنيين هي ضعفاتهم تجاه محبة العالم وما فيه. هذا ما يشفينا الرب منه، ولا يضعه علينا(121).] *"كل الأمور تعمل معًا للخير للذين يحبون الله" (رو 8:28). جُرب أيوب الرجل المقدس. فقد بنيه وبناته، وسقط بيته في دمار، وفقد كل ما كان لديه، فجأة كل شيء قد ذهب! لم يعد أبًا ولا سيدًا، ولم يعد في جسمه عضو سليم سوى لسانه الذي يُمكن به أن يجدف. انظروا المجرب، إذ يقول الكتاب المقدس: "ضرب أيوب بقُرحٍ ردي من باطن قدمه إلى هامته" (أي 2: 7)... ترك لسانه فقط لكي ما يكون قادرًا على التجديف على إلهه. "في كل هذا لم يخطئ أيوب بشفتيه" (أي 1: 22). فقط تحققوا من هول التجربة. تأملوا عظم فضيلته. تأملوا حسنًا وتفهموا، كيف تحقق قول الرسول: "كل الأمور تعمل معًا للخير للذين يحبون الله"... قبل التجربة لم يتكلم الله معه قط؛ وبعدما جُرب جاء إليه الله، وتحدث معه رافعًا الكلفة، كصديقٍ مع صديقه. لتضرب الكارثة، وليحل كل نوع من الكوارث مادام المسيح يأتي بعد الكارثة(122). القديس جيروم القديس أمبروسيوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن الضباب الذي تحت رجليه يرمز لحضرته |
وستروا أني لا انقض عهدي |
لا انقض عهدى ولا اغير ما خرج من شفتى |
ثم انقض عليهم مثل الصاعقة...❤️ |
لا انقض عهدي ولا اغيّر ما خرج من شفتيّ." |