رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المكان الوحيد الذي ننتمي إليه والذي فيه فقط نجد راحتنا وسعادتنا وأمننا هو حضن يسوع المسيح ، لذلك مهما حاولنا البحث عن الراحة والأمان في حضن هذا العالم وما فيه فلا ولن نجده في أي شيئ آخر مهما بحثنا إلا مع الرب فهو سلامنا وأطمئنانا وفيه فقط راحتنا وفرحنا ان الانسان الذي يرى كثرة خطاياه ويجهل محبة يسوع له يتصوره في الغالب عدواً له فيبتعد عنه ويهرب من وجهه ويهمل عبادته. وكان الواجب عليه ان يفعل خلاف ذلك لأن خطايانا الكثيرة هي التي حملت ابن الله على التجسد وقبول الآلام والموت لأجل خلاصنا، فاذا عرفنا اننا خطأة عرفنا ايضاً ان لنا مخلصاً رحيماً شفوقاً رؤوفاً يحب الخطأة ولا يريد هلاكهم بل خلاصهم (لو 9 : 56). وعوضاً عن ان نبتعد عنه، لنقترب منه ليغفر لنا خطايانا وينجينا من جميع شرورنا ولا يترك لها أثراً. ان المريض لا يهرب من الطبيب بل يتردد اليه كثيراً حتى يُشفى ، مع ان الأطباء يتعذر عليهم شفاء جميع الأمراض. فيجب علينا كذلك ان نتردد كثيراً الى يسوع مخلصنا متى علمنا اننا خطأة وقد أخطأنا، ونساله بايمان وثقة ان يغفر لنا جميع خطايانا لكي نحبه من كل قلبنا. فهذه طلبة لا يردها قد واياها خاصة عنى بقوله: ((اسألوا تعطوا ، اطلبوا تجدوا ، أقرعوا يُفتح لكم)) (متى 7 : 7). اذا كان يسوع المخلص لا يريد ان يقبلنا كما قبل الأبن الشاطر، فلما تجسد وتألم ومات وصار لنا مخلصاً؟ ولما أعلن لنا في هذه الأيام التي بردت فيها المحبة وكثرت شرور البشر عبادة قلبه الأقدس وكلمنا بلسان عبادته هذه على شدة محبته لنا وخلاصنا مكرراً عليناً عباراته الرقيقة التي قالها لتلاميذه ورسله وهي: ((ثقوا انا هو لا تخافوا)) (مر 6 : 5)، ((تعالو اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال فأريحكم)) (متى 9 : 13)، ((اني أريد رحمة لا ذبيحة لاني لم آتِ لادعو الصّديقين بل الخطأة)) (متى 9 : 13). أليست غاية ربنا يسوع من جميع هذه الأقوال ان يحملنا على الدنو منه وعلى محبتهِ والثقة بهِ وان كنا خطأة. وعلى هذا اسمع القديس أوغسطينوس يقول: ((اني لا اجزع قط عند مشاهدتي كثرة خطاياي إذا ما تذكرتُ موت مخلصي لأن خطاياي لا تغلب ميتة مثل هذه الميتة، فالمسامير والحربة تصرخ إلي قائلة: انك يا هذا قد غفرتَ حقاً وتصالحتَ انت والمسيح ان كنت تحبه، وقد فتحتُ لكَ حربة الجندي جنب يسوع فإذا ما دخلتهُ ارتحت بأمان)). خبر: جاء في حياة القديسة كاترينا السيانية (إيطاليا 1347 – 1380) ان الشيطان الخبيث عدوُ النفوس الطاهرة كان يثير في مخيلتها تصورات رديئة دنسة. وفي ذات يوم اشتدت فيها التجربة حتى ضنت ان الله قد تركها، غير ان حبها له تغلبَ على هذه التجربة فهتفت: كلا يا إلهي كلا، لا شيء يفصلني عن محبتكَ. إختفِ عني ما شئت ولا تفتقدني قط، إذا شئت ذلك شارحة غير اني احبكَ من كل قلبي حيث ما كنت ولا يستطيع الزمان ولا الابدية ان يزعزعا عزمي هذا. وفي يومٍ آخر احدقت بها جماعة من الشياطين فهجم عليها احدهم وكان اكثرهم جسارة هاتفاً: ((يا شقية ألا تزالين على حياتكِ هذه، إذا قاومتينا اضطهدناكِ حتى الموت))، فشعرت كاترينا إذ ذاك بضعف في قواها لقوة الشياطين، ولما غابو عنها ظهر لها المخلص مملوءاً جودة فقالت له: اين كنت يا رب مدة هذه العاصفة ؟ أجابها يسوع اني كنت في وسط قلبكِ. قالت كاترينا متعجبة: كيف كنت في وسط قلبي وقد اضحى مأوى لأفكار سمجة للغاية؟ أجابها يسوع: هل ابهجتكِ هذه الأفكار ام احزنتكِ؟ قالت كاترينا: انها احزنتني حزناً عظيما واستقبحتها غاية الأستقباح. اجابها يسوع من أعطاكِ هذا الحزن واولاكِ هذا الاستقباح غيري انا الذي كنتُ مختفياً في قلبكِ؟ ثم غابَ، تاركا اياها في تعزية عظيمة. إكرام: اتل فعل الرجاء ثلاث مرات واضف إليه كل مرة هذه النافذة: نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً): يا قلب يسوع الأقدس انت رجائي ونصيبي في أرض الأحياء (مز 141 : 6). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لم يكن رحيلاً |
محامية الخطأة المَنبوذين صلّي لأجلنا نحن الخطأة |
كُن لطيفاً رحيماً مع كل شيء يتنفس |
اسرعهم رحيلاً . |
كن رؤوفاً بقدرات الناس |