الكل يبتهجون في يوم تجنيز العذراء
* في هذا اليوم المياه والأسماك وكل الزواحف التي في البحار تنبَّهت وتحرَّكت بالتسبيح.
كل الكائنات الناطقة وغير الناطقة قدَّموا التسبيح اللائق حسب طبيعتها.
في هذا اليوم يفرح آدم وحواء امرأته،
لأن ابنتهما تسكن في المكان الذي اجتمعا فيه.
في هذا اليوم يفرح نوح وإبراهيم الباران،
لأن ابنتهما زارتهما في موضع سكناهما.
في هذا اليوم يفرح يعقوب الرجل المُسن المُكرم،
لأن الابنة التي خرجت من صلبه قد دعته للحياة.
في هذا اليوم يفرح الأبناء الأبرار الاثنا عشر،
أبناء الرجل البسيط لأنها زارتهم.
في هذا اليوم أيضًا يبتهج يهوذا كثيرًا،
لأن الابنة التي أعطت حياة هي أم الأسد الخارج من صلبه.
في هذا اليوم ليفرح يوسف وموسى النبي العظيم،
لأن فتاة شابة دعت كل جنس البشر للحياة.
في هذا اليوم ليفرح هارون وأليعازر وعشيرة أبناء لاوي بكهنوتهم.
في هذا اليوم ليفرح داود السالف،
لأن الابنة التي منه قد وضعت تاجًا مجيدًا على رأسه.
في هذا اليوم ليفرح صموئيل مع إرميا،
لأن ابنة يهوذا رطبت عظامهما بالندى.
تعال يا حزقيال الخبير في الرؤى النبوية،
إن كان ما يحدث موصوفًا في نبواتك.
في هذا اليوم ليبتهج أيضا إشعياء النبي،
لأن مَنْ تنبأ عنها تتفقده اليوم في موضع الموتى.
في هذا اليوم رفع كل الأنبياء رؤوسهم من قبورهم،
لأنهم رأوا النور الذي أشرق عليهم.
رأوا الموت يقلق، ويهرب من داخلهم،
وأبواب السماء انفتحت مرة ثانية.
الأنبياء والرسل والشهداء والكهنة اجتمعوا،
وأيضًا المُعَلِّمون والبطاركة وكل الأبرار السابقين.
في السماء الحرّاس، وعلى الأرض البشر،
في الهواء التسبيح، كل هذا عندما دُفِنَت العذراء مثل إنسانٍ ميتٍ.
أشرق النور على جموع الرسل،
وأيضًا على جيرانها ومعارفها وأنسبائها وبنات جنسها.
ترنَّمت الجموع السمائية ترنيمة: "مقدسة، مقدسة، مقدسة" للروح المجيدة التي لأم ابن الله.
السيرافيم الملتهبون نارًا أحاطوا بالروح الراحلة،
ورفعوا لحن تراتيلهم العظيم.
هتفوا وقالوا: "ارفعي أيتها الأبواب رؤوسك،
الملكة تريد أن تدخل إلى خدر العروس النورانية".
امتلأت السماء من أنغام الملائكة العذبة،
ولكن الأرض اضطربت مع الرسل الذين امتلأوا حزنًا.
ترنَّمت الكنيسة السمائية والكنيسة الأرضية بتسبحة واحدة،
لأنه لا يكفي إن تكلم عنها أي من الكنيستين.
الطغمات العلوية نادت هذه لتلك حتى يرفعوا أصوات التسبيح.
أمطرت السماء مياه حية على عظام أبناء الكنيسة،
ابنة الآراميين (الأمم)، هذه التي لم تجحدها.
لقد نسجت تاجًا جميلًا، ووضعته على رأسها الجليل،
ورصَّعته باللآلئ الثمينة.
إن اسم المسيح الملك الذي صُلِب على الجلجثة
يمنح الحياة والرحمة لمن يتضرع إليه .