أما في ”جَتّ“ حيث ضعف الإيمان، ولم يفلح سيف جليات في تخليصه ( مز 44: 6 )، فإننا نجده يُردد القول: «في يوم خوفي أنا عليك أتكلُ» ( مز 56: 6 )، فسمع الرب للمسكين ( مز 34: 6 )، وأطلقه من ”جَتّ“، حيث أتى به إلى ”مغارة عَدُلام“ ليُمارس هناك خدمته ”رئيسًا“ ( 1صم 22: 1 ، 2). فكيف يكون ذليل الأمس في ”جَتّ“، رَئيسًا في ”عَدُلاَمَ“ اليوم؟! بل نسمعه يقول: «هلُمَّ أيها البنون ... فأُعلِّمكم مخافةَ الرب» ( مز 34: 11 ). إنه ليس رَئيسًا في ”عَدُلام“ فقط، بل أيضًا مُعلِّمًا لشعب الله. ففي مزمور51 نراه يُعلِّم الأثمة طرق الرب، وفي مزمور34 نراه يُعلِّم البنين مخافة الرب. يا لها مِن نعمة ليست بحسب قياس الإنسان، بل بحسب الله!