|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هناك من يعصى الله ويخاف ويضطرب أو يقلق ويأرق وتظل خطيئته تطارده وتتبعه.. أما يونان فهرب من الله ولم يبال. وبكل أعصاب مستريحة وفكر هاديْ أمكنه أن ينام نومًا ثقيلًا! يُخَيَّل إلى أن وراء هذا النوم سببًا. لا شك أن يونان على الرغم مما فعله كان يبرر ذاته من الداخل، ويبري ذاته. وهكذا لم يشعر بالآثم ولم يقلق، فنام.. صفة جميلة ثانية نجدها في أهل السفينة أنهم يبحثون عن الله. لم يقولوا ليونان في تعصب لديانتهم "قم أصرخ إلى إلهك، عسى أن يفتكر الإله فينا فلا نهلك".. وهذا يدل على أنهم كانوا يبحثون عن الله، ولا يعرفون أين يوجد.. كانوا مضطرين في وسط عقائد كثيرة، لا يعرفون أين الإله الحقيقي ولكنهم يحبون ويؤمنون به دون آن يدركوه.. لذلك كشف الله لهم ذاته في قصة يونان... *صفة جميلة ثالثة وهى أنهم كانوا رجال بساطة وأيمان. لم يكتفوا بالصلاة، وإنما أيضًا ألقوا قرعًا. كانوا يؤمنون أن الله سيكشف لهم الحقيقة بتلك الطريقة، وقد كان.. ألقوا القرعة ليعرفوا "بسبب من حدثت تلك البلية".. إذ أنهم في تقواهم كانوا يشمئزون من بشاعة الخطية ويشعرون أنها سبب البلايا التي تحيق بالإنسان. همكبحارة مهرة لم يقولوا أن هذا النوء العظيم حدث بسبب البحر وطبيعة المياه وتقلبات الرياح، وإنما أيقنوا أن ذلك بسبب خطية أرتكبها أحدهم،ويطالب بها العدل الإلهي. فبحثوا "بسبب من تلك البلية". ووقعت القرعة على يونان... حقًا أن الله صالح وحنون.. حتى لو صلى إليه أناس أمميون، بضمير مستقيم، طالبين إرشاده، فأنه يسمع لهم ويستجيب.. ووقوع القرعة على يونان، كشف صفة أخرى جميلة في نوتية تلك سفينة الأتقياء.... *كانوا أيضًا أشخاصا عادلين لا يحكمون على أحد بسرعة. بل اتصفوا بطول الأناة، وبالفحص وإرضاء الضمير. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|