رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الثقـة في الرب لأَنَّهُ يُخَبِّئُنِي فِي مَظَلَّتِهِ فِي يَوْمِ الشَّرِّ. يَسْتُرُنِي بِسِتْرِ خَيْمَتِهِ. عَلَى صَخْرَةٍ يَرْفَعُنِي ( مزمور 27: 5 ) تكلَّم المرنم في مزمور27 عن الأعداء في الأرض، فيقول: «لأنه يُخبئني في مَظلَّتهِ في يوم الشر. يسترني بسِتر خيمته. على صخرة يرفعني». وبالنسبة لنا نحن مؤمني العهد الجديد، فإن أعداءنا روحيون، ولكننا نستطيع التمتع بالسلام والأمان بعيدًا عنهم، في محضر الرب في الأقداس السماوية، حيث تُصبح نظرتنا للأمور صحيحة، ونشعر أن الله معنا، وإن كان الله معنا فَمَن علينا؟ في محضر الرب في الأقداس لا يستطيع الشيطان الاقتراب منا، ويخفُت لمعان العالم، ويُصبح الجسد في حكم الموت، ونتغيَّر إلى صورة الرب المُمجَّد، ويزول الشك، ونُصبح كأننا فوق صخرة عالية، ونذبح ذبائح الحمد. ومن قمة التمتع بهذه البركات وبالفرح الروحي، ينزل بنا الرب إلى ساحة التجارب والامتحانات، فتتغيَّر اللغة إلى كلمات التوسل الحزينة بدلاً من ذبائح الحمد، لأن الإيمان ينبغي أن يُمتَحن «استمِع يا رب ... ارحمني واستجب لي» (ع7). والصراخ هنا مُوَجَّه للرب غير المتغيّر. هذا هو الأساس الذي تُمسك به مِرساة الإيمان. وأساس الثقة هو قول الرب: «اطلُبوا وجهِي»، فيُجيب الإيمان «وجهك يا رب أطلب» (ع8). والذي يتمسك بقول الرب لا يمكن أن يخزى. قد يُترَك المؤمن من أبيه وأمه، ولكن الرب يضمه إلى صدره، حيث يجد مشاعر المحبة والحنان والعطف «إن أبي وأمي قد تركاني والرب يضُمُّني» (ع10). وبعد أن تصرخ النفس، قد لا تتغيَّر الظروف بسرعة، ولكن ما دامت الطلبات أُعلنت لدى الله فلا بد أن يحلّ السلام في القلب، ولذلك يطلب المرنم أن يعرف كيف يسير في الطريق الصحيح، قائلاً: «علِّمني يا رب طريقك» (ع11)، لأنه طريق الأمان حيث نبتعد عن الحُفَر، ونجد شخص الرب بقوته وحكمته، فيسير المؤمن تحت عيني الرب حيث له الوعد: «أُعلِّمك وأُرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك» ( مز 32: 8 ). في هذه الطريق نسير بثقة وهدوء ولو قام علينا «شهود زُور ونافِث ظُلم» (ع12)، لأن الله لا يُسلِّمنا إلى مرَامهم. ونرى في نهاية المزمور الثقة في الرب حيث يقول المرنم إنه لا بد أن يرى «جُود الرب في أرض الأحياء» (ع13). وليس ذلك فقط، ولكنه يُحرِّض الآخرين على انتظار الرب؛ أي التحلي بالصبر. وما أجمل الصبر! والذي ينتظر الرب يُصبح في قوة نابعة من الثقة في قدرة الرب ومحبته. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|