رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة راعوث وهي قصه كتابيه تُظهر جانباً اَخر من جوانب الفداء,وتوضح لنا دور القريب الاقرب,الذي هو الولي والفادي. يروي لنا سفر راعوث ان سيدة اسمها نعمي مع زوجها وولديهما أُجبروا بسبب المجاعة في فلسطين ان يسافروا ليعيشوا في بلاد مواَب,جيث تزوج الابنان. وبعد سنوات قليلة مات الزوج والولدان. تاركين ثلاث ارامل. وعندما عرفت نعمي ان المجاعة انتهت في بلادها قررت ان تعود إليها, وبقيت ارملة احد الابنين في مواَب, اما الثانيه(واسمها راعوث) فقد تعلقت بحماتها ورفضت ان تتركها, واصرت ان ترافقها الى وطنها. فعادت الارملتان معاً الى بيت لحم. وكانت شريعة موسى تعطي نعمي الحق في استعادة ارضها التي تركتها قبل ان تهاجر الى مواَب, كما كان من حق راعوث ان ترث ارض زوجها المتوفي,لان شريعة موسى كانت تحرم انتقال ارض اية عائلة اخرى بصفة دائمة,كما كانت تمنع بيع الارض(ولو انها كانت تسمح بتأجيرها). اما الارض التي تُرهن بسبب الديون,او لاي سبب اخر,فكانت تعاد للمالك الاصلي بعد مدة معينه من السنين,كما كان للمالك الاصلي الحق ان "يفدي" الارض,بأن يسدد الدين. ولم تقدر راعوث ونعمى ان تفتديا ارضهما,لانهما لم تكونا تمتلكان مالاً تفتديانها به, فكان لابد من وجود قريب,او ولي لهما يعاونهما على فك الارض وفدائها.وقد نهض قريب ولي اسمه "بوعز" بهذه المسئوليه. وكانت شريعة موسى تقضي بأن يتزوج هذا الولي من راعوث. وكانت شخصية راعوث المضحيه التي تمسكت بصحبة حماتها عاملاً على جذب بوعز إليها,فقبل القيام بالمسئوليات المطلوبه,كما تزوج من راعوث برضا وتشجيع كل قادة المدينة. وبهذا صارت راعوث المواَبية,الارملة الاجنية الجدة الكبرى للملك داود,الذي من نسله وٌلد المسيح. ترمز قصة راعوث ووليها بوعز الى المسيح القريب الولي والفادي العظيم,فقد احتاجت العائلة البشريه الى قريب يمثلها ويرد إليها الاراضي التي فقدتها,لان البعيد عنا يعجز عن مساعدتنا. ولذا السبب ينبر الكتاب المقدس على إنسانية المسيح كما ينبر على ألوهيته,فيقول: "لانه يولد ولد, ونعطي ابناً,وتكون الرياسة على كتفيه..لنمو رياسته وللسلام لا نهاية"(اش6:9و7). ونجد المعنى نفسه بالانجيل,فيقول:"فإذا قد تشارك الاولاد في اللحم والدم اشترك هو ايضاً كذلك فيهما"(عبرانيين 14:2). ولما صار المسيح بتجسده عضواً في العائلة الانسانيه فقد اعطاه الله في خطته السماويه مسئولية فداء الجنس البشري الضال الذي فقد امتيازاته. ولم يعترف بنو اسرائيل ان الله قريبهم,بل رأوه بعيداً مخيفاً قدوساً منفصلاً عنهم, قام بفدائهم بالقوة,فانتزعهم من انياب فرعون"بيد شديدة وذراع رفيعة ومخاوف عظيمة واَيات وعجائب "(تثنيه 8:26), وقد تزلزل جبل سيناء من حضوره وتزعزع,فهو "نصيح إسرائيل..ليس إنساناً"(1 صموئيل 29:15). ولكن هذا الذي ليس إنساناً صار إنساناً,قريباً لنا,فقد ارتدى خالق البشر رداء الجسد الذي صنعه لنفسه. ونحن لا نعرف كيف حدث هذا,كما لا نعرف كيف خلق السماء والارض ,فهذا سر عظيم,ولكن "الكلمة صار جسداً وحل بيننا"(يوحنا 14:1). وهذا الذي لا تسعه السماوات وسماء السماوات صار واحداً منا على كوكب الارض. بل إنه فعل اكثر من هذا "الذي إذ كان في صورة الله,لم يحسب خلسة ان يكون معادلاً لله. لكنه اخلي نفسه اخذاً صورة عبد,صائراً في شبه الناس.إذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه حتى الموت, موت الصليب".(فيلبي 6:2-8). ولا شك اننا نقيم الفداء بالثمن الذي تكلفه " المسيح (الذي) افتدانا...ارسل الله ابنه.. ليفتدي الذي تحت الناموس"(غلاطية 13:3و 4:4و5). والكلمه "افتدى"في غلاطية 13:3 تعني "اشترى من" فالمسيح ولينا وقريبنا الاقرب وفادينا الذي اشترانا ونحن معدمون مثل نعمي وراعوث, وضمن ميراثنا الابدي وحياتنا مع الله. ولا يستطيع احد ان ينتزع منا ما اشتراه المسيح |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|