ولتكن قويًا من الداخل، مهما أطبقت حولك الضيقات.. مهما تآمر عليك الأشرار، وماجت حولك المياه الكثيرة.. مهما تفكرت الشعوب بالباطل، تآمر الرؤساء معًا علي الرب وعلي مسيحه، قائلين: لنقطع أغلالهما، ولنطرح عنا نيرهما. لا تلتفت إلي كل هذا، بل ضع أمامك الوعد الإلهي: أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب.. حقًا، مادامت أنت يا رب معي، فالدنيا بأسرها كلا شيء قدامي.. هذه الدنيا كلها، كقبض الريح، كالهباء، بكل ما فيها من مؤامرات الناس الأشرار، وكل الهياج، وصوت المياه الكثيرة.. بما فيها من مكر لابان خالي، الذي غير أجرتي عشر مرات (تك 31: 7). وأعطاني ليئة بدلًا من راحيل (تك 29).. مادام وعدك يا رب قائمًا أمامي، فلن أخاف البحر الأحمر أن اعترض سبيلي. أنت قادر أن تشقه، وتمهد لي طريقًا في داخله، وتقول لي: امش فيه، وأنا معك، أحفظك حيثما تذهب.. حتى إن وقف أمامي جليات الجبار، وعيرني طول النهار، وهددني برمحه الذي مثل نول النساجين، وبسيفه وقوته وشماتته.. أقول له: أنت تأتيني بسيف ورمح ولكن الحرب للرب، فإنا لذلك أتيك ومعي الوعد الإلهي القائل: أنا معك، أحفظك حيثما تذهب..