|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أعطى تلاميذه ليُقدِّموا «وَبَعْدَمَا وَدَّعَهُمْ مَضَى إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ» ( مرقس 6: 46 ) دائمًا ما يكون الرب الأقرب إلينا حينما تكون الحاجة الأّمّس هي إليه. قد لا نُدرك ذلك دائمًا، ولكنه حق عظيم. لقد كان إلى جوار السفينة التي تقل تلاميذه التاعبين في مواجهة عاصفة هوجاء، وهو مجهول لديهم، أو على غير انتظار منهم. فلا نقرأ مثلاً أنهم صلوا ليحضر إليهم. ما أحضره إليهم هو محبته. كان تلاميذه أعزاء كرماء لديه. وهو كان هناك نظرًا لمحبته. وما يلزمنا هو أن نتلمس محبته. وضيقتنا تقوده إلى المجيء ليكون إلى جوارنا في أحرج اللحظات. وعندما أُحسُّ بانزعاجه عليَّ، واهتمامه المترفق بي، حينئذٍ أقبله في السفينة؛ أقبله في ظروفي، وهو نفسه يتداخل فيها. عندما أدركه، فهو يُقبِل إلى ظروفي، والنتيجة المُذهلة: «صَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ». لاحظ تفاصيل الحادثة كما شرحها الوحي في مرقس 6: 45-53. وفي الآية 46 يُوَضِّح البشير ملاحظة جميلة: أن الرب بَعْدَمَا وَدَّعَ تلاميذه «مَضَى إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ». ولتكن هذه الحقيقة هي الحقيقة الأولى العظمى لتعزيتنا. ويقينًا كان لهؤلاء التلاميذ نصيب في صلاته هذه الليلة. كان يتشفع لأجلهم، فهم ظاهريًا قد تُركوا؛ تُركوا ليواجهوا بحرًا هائجًا، وأمواجًا عاتية. إلا أن الرب لم ينسهم، وكان يُصلي من أجلهم. ولماذا كان يُصلي مِن أجلهم؟ لأنه أحبهم. فهل انقطع عن أن يهتم بتلاميذه المُجرَّبين المنزعجين، والذين ظنوا أنهم قد تُركوا ليواجهوا البحر الهائج المرعب بمفردهم؟ كلا! إنه – في الماضي والحاضر والمستقبل - هو هو. واليوم، وهو على جبل المجد، بل في يمين الله، يُصلي مِن أجل خاصته، كما يذكر لنا الرسول بولس في رومية 8: 34 «الْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا!». |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|