رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لمسة الإيمان الشافية «إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ» ( مرقس 5: 28 ) رى في حادثة المرأة النازفة، كيف يُميّز الرب بين الإيمان الحقيقي، ومجرد الاعتراف الظاهري. ربما كان الذين يزحمونه مُخلصين لأنه رأوا معجزاته وتمتعوا ببركاته، ولكن لم يكن لهم إحساس حقيقي بحاجتهم للمسيح، ولم يكن لهم إيمان شخصي به. وهكذا أيضًا في يومنا الحالي، ربما يتخذ البعض الديانة المسيحية عن إخلاص، ولكن هذا الاعتراف الظاهري بالمسيح لا يُخلِّص النفس، ولن يُنهي مشكلة الخطية والموت والدينونة، ولن يقضي على قوة الخطية أو يُخلِّص من فساد الجسد. وللحصول على البركة الحقيقية يجب أن يكون هناك إيمان شخصي بالمسيح. ونجد هذا الإيمان واضحًا في المرأة النازفة: أولاً: حيث يوجد الإيمان فلا بد أن يكون هناك إحساس بالحاجة إلى مُخلِّص شخصي. ثانيًا: لم يكن عند هذه المرأة شعور بالحاجة فقط، ولكنها تحققت من عجزها التام، وفشل كل مجهوداتها الشخصية، وكل مهارة الإنسان. لقد تألمت من أطباء كثيرين، وأنفقت كل ما عندها، ولم تنتفع شيئًا، بل صارت إلى حال أردأ. ثالثًا: الإيمان يُميز بعضًا من أمجاد المسيح، ويرى فيه النعمة والقوة القادرة على سد كل احتياج. رابعًا: الإيمان يجعل الإنسان متواضعًا ومنكسرًا. والنفس المحتاجة هي على استعداد أن تأخذ مركز الاتضاع ولسان حالها مثل هذه المرأة التي قالت: «إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ». ولمسة الإيمان تُحصِّل لنا البركة لأنها تجعلنا على اتصال بذلك الشخص الفريد الذي فيه كل الاستحقاق. ونتيجة الوجود في حضرة الرب وكشف كل شيء له هي أن يذهب كل منا في طريقه كهذه المرأة، غير معتمد على مجرد شعوره أو اختباره الشخصي، مهما كان صادقًا، ولكن بيقين كلمته. وهكذا عرفت المرأة من شفتيه الكريمتين أنه شُفيت، إذ قال لها: «يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ، اذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ». |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|