رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نظرَ حولَهُ «وَقَالَ لِتلاَمِيذِهِ: مَا أَعْسَرَ دُخولَ ذوِي الأمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ!» ( مرقس 10: 23 ) في إنجيل مرقس نقرأ خمس مرات أن ربنا «نَظَرَ حَوْلَهُ» ( مر 3: 5 ، 34؛ 5: 32؛ 10: 23؛ 11: 11). فماذا رأى وكيف تجاوب مع المواقف التي كانت أمامه؟ في مرقس 10: 17-31 ركض شابٌ غني، وبلغة عصرنا رجل أعمال، إلى الرب، وجثا له وسأله: «أَيُّهَا المُعَلِّمُ الصَّالِـحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟». وأتى الرب - في حديثه للشاب - إلى نقطة تُحدِّد المسألـة برمّتها: «يُعْوِزُكَ شَيءٌ وَاحِدٌ. اذهَب بِع كُلَّ مَا لَكَ وَأعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتبَعنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ». لقد لمَسَ الرب أسئلة هامة: أين كنزك؟ مَن هو أو ما هو السَيِّد لقلبك؟ وكانت النتيجة فاجعة حقيقية لذلك الشاب الذي طرح جانبًا تساؤله، إذ إنه «اغْتَمَّ عَلَى القَولِ وَمَضَى حَزِينًا، لأنَّهُ كَانَ ذَا أمْوَالٍ كَثِيرَةٍ»! ويا له من مشهد مُحزن! فهذا الشاب المُفعَم بالأمل، يترك الرب وينصرف عنه، ليس في تمرُّد ومقاومة، بل بحزن وإحباط! إنه يعرف بالفعل ما يجب أن يفعله، وما هو الصحيح، ولكنه ليس مستعدًا أن يُعطي السيادة على قلبه وحياته. وفي دوائر مسيحية، كم من شباب – وربما كبار السن أيضًا – يعرفون جيدًا ما يجب أن يفعلوه، إذ سمعوا الإنجيل، ولكنهم لا يريدون أن يُعطوا الرب مكانه الذي يستحقه في حياتهم، لأن قلوبهم مملوءة بأشياء أخرى تَحكمهم! ولكن يحدث شيء آخر مُلفت للانتباه «فَنَظَرَ يَسُوعُ حَولَهُ وَقَالَ لِتلاَمِيذِهِ: مَا أَعسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأموَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ!». فهذه الحادثة ليست درسًا خطيرًا فحسب للذين لم يتبعوا الرب يسوع كَمًخلِّصهم، بل أيضًا درسٌ هام للذين يتبعونه. والسؤال المُثار الذي يمتحن تقوانا: ما الذي أعددناه لنُقدِّمه له ذبيحة عندما يطلب منا ذلك؟ «فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ إِخوَةً أو أَخَوَاتٍ أو أَبًا أو أُمًّا أَوِ امرَأةً أو أولاَدًا أَوْ حُقُولاً، لأجْلِي وَلأجلِ الإِنجِيلِ، إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ ... مَعَ اضْطِهَادَاتٍ، وَفِي الدَّهـرِ الآتِي الحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ». إننا لا نقدر أن نخدم سيدين. فمَن هو سَيِّد حياتنا؟ مَن هو الذي ترتبط به قلوبنا؟ هل له وحده أم لآخر أو لشـيء مختلف؟ والرب لم يَزَل ”يَنظَرَ حَوْلَهُ“ مُنتظرًا إجابتك وإجابتي. ولكن هناك إجابة واحدة صحيحة يستحقها هو إزاء كل ما فعله لأجلنا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(تك 20: 33) وغرس إبراهيم أثلا في بئر سبع |
علينا أن نغرس فيه مبادئ سليمة |
فحين نغرس المحبة سوف تثمر |
العُنْصُرِيَّة من وجهةِ نظرٍ كَنَسِيَّة |
كل شخص منا بداخله صليب وعرش |