رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الراعي الصالح «يَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ وَيُخْرِجُهَا» ( يوحنا 10: 3 ) يوجد فرق كبير بين الراعي الأجير والراعي صاحب الخراف، كذلك هناك فرق شاسع بين أم الطفل وبين المربية التي تعمل بالأجر. ويبدو ذلك واضحًا عند مرض الطفل، فإن المربية تخدمه من أجل الأجر الذي تتقاضاه، بغير دافع من حب أو عطف، أما الأم فإنها تُعنى به عناية المريض على صحته، بدافع من حبها وحنانها. وإننا إذ نفكِّر بأننا ملك الرب، وأنه هو راعينا الصالح فإن قلوبنا تفيض بالفرح والابتهاج لأن الخراف غالية وعزيزة على قلب الراعي. لقد أحب المسيح خاصته الذين في العالم وأحبهم إلى المنتهى، وإنه لأمر عجيب حقًا أن نعرف أن الرب يدعو خرافه الخاصة بأسمائها، فملايين المؤمنين المتفرقين في جميع أنحاء العالم، يعرف الرب كل واحد منهم باسمه. إنه يعرف تلك الأرملة التي تركها زوجها وحيدة في وسط مدينة كبيرة مزدحمة بالسكان لأنها من خاصته، وهو يعرفها باسمها. وذلك الطفل اليتيم الذي تركه أبواه ولا عائل له، إنه يعرفه باسمه. وهذا الرجل الذي فقد ماله وأصبح في حاجة إلى قوته وقوت أولاده، هو يعرفه باسمه لأنه من خاصته. وذلك الأخ المريض الذي يعاني من ألام المرض إنه يعرفه باسمه. وذلك الشيخ الفاني الذي يعاني من عجز الشيخوخة وفي حاجة إلى الرعاية هو يعرفه باسمه. إنه - تبارك اسمه - «يَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ وَيُخْرِجُهَا» ( يو 10: 3 ). وكم هي حقيقة جميلة وثمينة لك أيها الأخ المتألم أن تعلم أن الرب يعرفك باسمك ويعرف ظروفك كلها وهو لا يتركك ولا يهملك. ويقول لك: «لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي. إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ، وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ» ( إش 43: 1 ، 2)، لذلك «انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبّ» ( مز 27: 14 ). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|