رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكتاب المقدس ما أحلى قولك لحَنَكي! أَحلى من العسل لفمي ( مز 119: 103 ) جديرٌ بنا ألاّ نتناول الكتاب المقدس إلا والإحساس يغمرنا بكل التوقير وعِرفان الجميل. وهنا تحضرني كلمات لقديس فاضل: ”الكتاب المقدس هو السماوات المفتوحة تتحدث على الأرض، فيه نسمع صوت الله الحي“. وفي ساعة احتضاره قال هذا القديس عينه: ”عندما أدخل العالم غير المنظور ذلك، فإني لا أتوقع أن أجد الأمور هناك مختلفة عما حدثتني به كلمة الله بشأن ذلك العالم، فالصوت الذي سوف أسمعه هو الصوت عينه الذي يهمس في أذني على الأرض، ويومئذٍ سأصيح في هتاف: هذا فعلاً ما قاله الله لي، وكم أنا شاكر لأنني لم أنتظر حتى أرى فأؤمن“. عندما نقرأ الكتاب ينبغي أن ندنو منه كما لو كنا ندنو إلى الأقداس في رهبة وإجلال، بذهن غير موزَّع، بجد يغلفه الحب، بقلب رَحب ساجد. وكم ينبغي أن نكون شاكرين من أجل هذا الإعلان، من أجل ملئِه وبساطته، من أجل الحقائق الخطيرة التي يبسطها، من أجل المشورات الدقيقة التي يحتويها، من أجل التعليم والتعزية، من أجل تاريخ الماضي، ونبوءة المستقبل، قدوة القديسين، وتنُّوع اختبارات أولاد الله وتدريباتهم. لو أن ملاكًا من السماء ظل في خدمة عرش الله آلافًا وآلافًا من السنين، ونزل إلى الأرض ليُقيم بيننا، وأراد أن يُبلّغنا أو يوصّل إلينا قدرًا من كنوز معرفته بالأمور الإلهية، كم يكون شوقنا وشغَفنا للسعي إلى صُحبته! وكم نكون جادين في اختزان أقواله! لكن الكتاب المقدس خير من ذلك الرسول السماوي، فهو مُعطَى من الله نفسه، وهو تعالى أفضل وأكمل مُعلِّم. إن الله في مُطلق حكمته قد أعد كل ما من شأنه مواجهة أعوازنا ومواقفنا المتنوعة في هذا العالم، فأعلن لنا ما تشتهي الملائكة أن تطلع عليه، وأي شيء ـ يا تُرى ـ أكرم من لغته وأقواله التي أعلنت أفكار قلبه ومقاصده الكريمة الطيبة؟ ينبغي أن نفتح الكتاب بأكثر ما لدينا من عِرفان الجميل، فإن في دفتيه كنزًا لا يُقوَّم. «كم أحببت شريعتك! اليوم كله هي لَهجي» ( مز 119: 97 )، «أشهى من الذهب والإبريز الكثير، وأحلى من العسل وقطر الشهاد» ( مز 19: 10 ). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|