|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من السجن إلى القصر «يُوسُفَ ... كَانَ رَجُلاً ناجحًا، وَكَانَ فِي بَيْتِ سَيِّدِهِ المِصْرِيِّ» ( تكوين 39: 1 ، 2) في طريق وصول يوسف إلى المجد، عبرَ بثلاثة بيوت، امتلأت بالاضطرابات والتغيُّرات، وهي: بيت يعقوب، وبيت فوطيفار، وبيت السجن. في بيت يعقوب عانى يوسف من حرمانه من والدته في سن مُبكر. وتدليل أبيه له جعل إخوته يحسدونه ويبغضونه. لقد عانى منهم أشد المُعاناة عندما رَموه في البئر، ثم باعوه كعبد للإسماعيليين، الذين أخذوه معهم إلى مصر. أما في بيت فوطيفار فقد عمل كعبد أجير لفوطيفار، وعندما استقرت الأوضاع به، إذ وَكَّلَهُ سَيِّده على كل بيته، بدأت امرأة فوطيفار تَعرض الشـر عليه. وعندما قاوم الشر وانتصـر افترَت عليه، فحمي غضب فوطيفار وأودعه السجن. وفي بيت السجن عاش يوسف سجينًا مُقيَّدًا محرومًا من الحرية. وحينما تحسَّنت الأوضاع واستطاع أن يُفسّـِر حُلم رئيس السُّقاة وانتظر أن يذكره أمام فرعون، لم يذكرَه رئيس السُّقاة بل نَسيه. في هذه البيوت الثلاثة، وسط أمواج البُغضة والحسَد، والشر والافتراء والظلم، والسجن والترك والنسيان؛ هل نُسيَ يوسف من الرب وحُرِم من رعايته؟! لا يا أخي القارئ، ففي البيوت الثلاثة كان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحًا. وكان كل ما يصنعه يُنجحه الرب بيده. ففي بيت يعقوب بالرغم من شر وبغضة إخوته، استطاع الرب برعايته له أن يحميه من القتل والموت، وسمح ببيعه للإسماعيلين مُستخدمًا رأوبين ويهوذا. وفي بيت فوطيفار أنجح الرب عمله وأعطاه نعمة في عيني سيده. وحماه من السقوط في الشـر مع امرأة فوطيفار. وسمح له بالسجن الذي كان نفق المرور إلى المجد. وفي بيت السجن أيضًا بسطَ له لُطفًا لدى رئيس السجن. فدفع رئيس بيت السجن إلى يدهِ جميع الأسرى. كما أعطاه بصيرة ليُفسـر حُلم رئيس السُّقاة. وجعل رئيس السُّقاة ينساه سنتين ثم يتذكَّرَهُ في الوقت المناسب والمُعيَّن من الله، فلو خرج يوسف من السجن قبل هذا لعاش هائمًا على وجهه بلا مأوى. وهكذا استخدم الرب كل ما حدث في البيوت الثلاثة ليصل بيوسف إلى بيت فرعون. وفي بيت فرعون أعطاه الرب حكمة وبصيرة ليفسّـِر حلم فرعون، ويُعلِّمه ماذا يفعل في سني الشبع والجوع، فصار الرجل الثاني في أرض مصـر، كما استخدم الرب الجوع ليأتي بإخوته إليه فيقود قلوبهم للتوبة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|