|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما لي وللأصنام فقال يعقوب لبيته ولكل مَن كان معه: اعزِلوا الآلهة الغريبة التي بينكم وتطهَّروا وأبدلوا ثيابكم ولنَقُم ونصعد إلى بيت إيل ( تك 35: 2 ، 3) إن الأصنام هي كل شيء يأتي بيننا وبين الله. كل ما يدخل إلى بيوتنا وحياتنا ويحتل مكانًا في قلوبنا ونتعلق به، سواء كان شيئًا ماديًا أو معنويًا، أو شخصًا صار له مكان أكبر من الرب. بل إن أخطر إله غريب هو الذات التي قلما نفطن لها، فنسعى أن نُرضيها ونلبي رغباتها ونفعل إرادتها على حساب رغبات الرب وإرادته في حياتنا. إن عزل أو نزع الآلهة الغريبة ليس سهلاً، ويحتاج إلى إماتة ورفض كل ما لا يتفق مع قداسة الله. وهذا مؤلم للجسد الذي فينا. أمَرَ يعقوب أهل بيته أن يتطهروا، فلا مجال للدنس في بيت إيل. ففي محضر الرب نكتشف بشاعة الخطية ونجاستها. كما أمرهم أن يبدلوا ثيابهم. والثياب تتكلم عن العادات والتصرفات والسلوكيات الظاهرة. لقد استشعر أن ثياب شكيم لا تصلح في بيت إيل، وأن المظهر التقوي وليس العالمي، هو ما يليق ببيت إيل. كل هذا من الناحية السلبية، لكنه أمرهم إيجابيًا أن يصعدوا معه إلى بيت إيل، ويكون لهم ذات الاهتمام، ويكون لهم علاقة بالمذبح الجديد في بيت إيل. ولقد كان له رجاء في الله الذي استجاب له في يوم ضيقه، ونجَّاه من عيسو، وحفظه في الطريق، أنه سيُزيل السحابة الكثيفة التي خيَّمت عليه في شكيم (تك34). وكم هو مُسر أن نرى عمل الله في كل العائلة حيث تجاوبوا بسرعة فائقة معه، فأعطوه الآلهة الغريبة التي طلبها، وأعطوه الأقراط التي لم يطلبها، فطمرها يعقوب تحت البُطمة التي عند شكيم ( تك 35: 4 ). وعندما يأخذ الرب مكانه في القلب، ستأخذ الآلهة الغريبة مكانها في التراب. ومن هنا نتعلم أن ما استُخدم في الشر وجلب الإهانة والعار والتأديب، لا يصلح أن يُستخدم في عمل الله. لذلك يجب أن نبغض حتى الثوب المدنّس من الجسد. ويمكننا أن نرى في البُطمة رمزًا للصليب الذي هو قوة الله للخلاص والتحرير من كل ما ارتبطنا به في الماضي. فبه صُلب العالم لنا ونحن له. تحت البُطمة دُفنت الأصنام. وعند الصليب يُدفن كل ما كان عزيزًا وغاليًا في حياتنا، ليبقى الرب وحده وليس معه شريك في القلب. |