رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طريقة يسوع في التعليم كان يسوع يحرص على أثارة الفضول لدى السامع واسترعاء الانتباه ، فيستدرجه من العادي إلى الخطير من الشؤون . وهذا ما نشهده في هذا الحوار، وقد استولت الدهشة فيه على هذه السامرية حتى كادت تفقد الصواب لعجز مداركها عن استيعاب ما سمعت من حقائق سامية وأوّلها ” الماء الحي ” . أ- الماء الحي : بادر يسوع المرأة بالكلام قائلاً لها ” اسقيني ” ( يوحنا ٤ : ٧ ) ، وهذا ما أثار دهشها وعجبها ، فقالت له : ” كيف تسألني أن أسقيكَ وانت يهوديٌّ وانا امرأةٌ سامر ّيّة ؟ ” وزاد عجبها عندما رأته يبدّل موقفه ، فيعرض عليها ماء من شرب منه لا يعطش أبداً، ويُضيف قائلاً : ” لو كُنتٍ تعرفين عطاء الله ، ومن هو الذي يقول لكِ : : اسقيني ، لسألتِهِ أنت ، فأعطاك ماءً حياً ” ( يوحنا ٤ : ١٠ ) . وتحار في رباطة جأشه وثقته من نفسه فتقول له : ” يا ربّ ، لا دَلوَ عندك ، والبئر عميقة ، فمن أين لك الماء الحي؟ هل انت أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر ؟ ” ، وما كانت تصدق ما سمعت لفرط الدهشة عندما قال لها : ” الماء الذي أعطيه إياه يصير فيه عين ماء يتفجر حياة أبدية “. هي عبارات مذهلة فجّرت ينابيع الخلاص في العالم . وقالت المرأة في عفوية : ” سيدي أعطني هذا الماء لكي لا أعطش فأعود إلى الاستقاء من هنا ” . وكيف لها أن تحصل على ماء الحياة وهي تتمرغ فى أوحال الخطيئة ؟. ب – التوبة : وانتقل الحوار إلى موضوع التوبة وجاء الانتقال في الظاهر مفاجئاً ولكنه يدل على ترابط محكم بين جزئي هذا الحوار . أراد يسوع أن يوقظ هذه المرأة من غفلتها ، وأن يجبرها على الغوص في أعماق نفسها فتستأصل منها ما عشش في قرارتها من خطايا . لذلك فاجأها بقوله لها : ” اذهبي فادعي زوجك وارجعي إلى ههنا ” فاجابته بكل بساطة : ” ليس لي زوج ” وكان ينتظر منها هذا الجواب وظنت أنها تخدعه . ولكنه كشف لها حقيقتها فقال لها في صوت حزين : ” لقد صدقت . قد اتخذت خمسة أزواج ومن يصحبك اليوم ليس بزوجك ” . وصعقت المرأة لدى سماعها هذه الحقيقة الجارحة وشعرت أنها أصيبت في الصميم ، ولا سيما أن شريعة الطلاق لدى السامريين كانت أضيق منها لدى اليهود . وحاولت الخروج من هذا المأزق فأثارت ما كان يدور من جدل قديم بين اليهود والسامريين حول مكان العبادة . فقالت : ” قالت يا رب ، أرى أنك نبيّ . قد تعبد آباؤنا في هذا الجبل ، ( وقد بنى السامريون في أعله هيكلاً لينافسوا به هيكل اورشليم ) ، وأنتم تقولون : إن المكان الذي فيه يجب التعبد هو أُورشليم ” . وانتقلت بالحديث من اامستوى الأخلاقي إلى المعنى الديني ، وهذا ما كان يرمي إليه يسوع فأخذ يُحدّث المرأة عن عبادة الله . ومن التوبة تأتي العبادة . ج – العبادة : فاه السيد المسيح بكلمات هي أعمق ما قيل في ماهية الدين ، فخاطب المرأة وكأنه يخاطب البشر أجمعين فقال : ” صدِّقيني ، أيتها المرأة تأتى ساعةٌ فيها تعبدون الأب لا في هذا الجبل ولا في أورشليم ….فيها العباد الصادقون يعبدون الآب بالروحِ والحق فمثل أولئك العباد يُريد الآب . إن الله روح فعلى العباد أن يعب دوه بالروح والحق ” ( يوحنا ٤ : ٢١ – ٢٤ ) . فأعلمنا أن الله أب وأنه روح وأن عهد الروح قد بدأ به وها هي ساعته الآن وأن العبادة لن تنحصر فيما بعد في هيكل أورشليم أو جبل جرزيم وتنبأ بانهم سيهدمان بعد بضع سنوات ، وعرّفنا ان العبادة تكون في كل مكان من الأرض ، حيث تصفو النيات وتتنقى القلوب من أدران الكفر والحقد والصغائر وسيعرف المؤمنون من يعبدون خلافاً للذين كانوا يعبدون ما يجهلون . وادركت المرأة ما سمعت فإذا بها تلجأ إلى مثل كل الناس يرددونه فى أيامها، فتقول : ” إني أعلم أن المسيح آتٍ ، وهو الذي يُقال له المسيح ، وإذا أتى انبأنا بكل شيء “. ودخلت من دون وعي و قصد منها في موضوع المسيح وهذا ما كان يسوع ينتظره ، وقد أراد أن يفهمها أن العبادة الحق لا تستقيم دون المسيح فكشف عن نفسه وقال ” أناهو ، انا هو المسيح الذي يُكلّمكِ ” . يعني أنا موضوع العبادة . د- المسيح : أصاب السامرية ما أصاب التلاميذ عندما كان يسوع يحدثهم عن حقيقة أمره، فلم يكونوا قادرين على فهم أقواله . لذلك أراد أن يحسم الجدل ويختم الحوار مع المرأة بجواب قاطع جازم فقال لها : ” أنا هو ( المسيح ) ، أنا الذي يكلمك ” ( يوحنا ٤ : ٢٦ ). لقد باح بسره . أطلق الكلمة التي كانت تنتظرها الأرض بأجمعها باح بها لأول مرة لأمرأة من السامرة مشهور أمرها ولكنها تفتحت لمياه النعمة ، فتركت جرّتها وذهبت تبشّر بالمسيح ، فخرج الناس وساروا إليه ليتعرّفوا عليه ويسمعوا إلى تعاليمه |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يكون التعليم بكل طريقة جديدة وقديمة |
دور يسوع في التعليم |
خس على طريقة أرفع شعوب العالم فى اليابان الأكل جزء من التعليم |
طريقة حواء أم طريقة يسوع؟ |
كثرة التعليم لا تعلمك طريقة الفهم |