|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَتَجَاسَرَ يوسف الرامي (( فَتَجَاسَرَ يوسف الرامي وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ.........ما أبهى جسارتك يا يوسف الرامي .....ما أروع أياديكم يا أخويَّ العزيزين: يوسف ونيقوديموس، وهي تُشرف بتكفين جسد السيد وقد أثخنته الجراح......من أين هذه الجرأة؟! ......وكيف حملت كل هذا الحمل وأنت شيخ؟! )) (( الاحد الثاني بعد الفصح .....أحد حاملات الطيب )) جاء في انجيل مرقس ( في ذلك الزمان جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا مُنْتَظِرًا مَلَكُوتَ اللهِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. 44 فَتَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ أَنَّهُ مَاتَ كَذَا سَرِيعًا. فَدَعَا قَائِدَ الْمِئَةِ وَسَأَلَهُ: «هَلْ لَهُ زَمَانٌ قَدْ مَاتَ؟» 45 وَلَمَّا عَرَفَ مِنْ قَائِدِ الْمِئَةِ، وَهَبَ الْجَسَدَ لِيُوسُفَ. 46 فَاشْتَرَى كَتَّانًا، فَأَنْزَلَهُ وَكَفَّنَهُ بِالْكَتَّانِ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ مَنْحُوتًا فِي صَخْرَةٍ، وَدَحْرَجَ حَجَرًا عَلَى بَابِ الْقَبْرِ. 47 وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يُوسِي تَنْظُرَانِ أَيْنَ وُضِعَ. 1 وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ. 2 وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. 3 وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟» 4 فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيمًا جِدًّا. 5 وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ الْيَمِينِ لاَبِسًا حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَانْدَهَشْنَ. 6 فَقَالَ لَهُنَّ: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. 7 لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ». 8 فَخَرَجْنَ سَرِيعًا وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ، لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ.......مرقس ) *********************************** في ذلك الزمان جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا مُنْتَظِرًا مَلَكُوتَ اللهِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. 44 فَتَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ أَنَّهُ مَاتَ كَذَا سَرِيعًا. فَدَعَا قَائِدَ الْمِئَةِ وَسَأَلَهُ: «هَلْ لَهُ زَمَانٌ قَدْ مَاتَ؟» وجاء في انجيل متى عن يوسف الرامي ( فهذا تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع... فأخذ يوسف الجسد ولَفَّه بكتانٍ نقي، ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة ...... مت 27: 58 - 60) تجاسر يوسف الذي من الرامة وهو مشير شريف ودخل إلى بيلاطس يطلب جسد الرب يسوع، فتعجب بيلاطس أنه مات هكذا سريعًا، وإذ تأكد من قائد المئة أنه مات وهب ليوسف الجسد، فاشترى كتانًا وأنزله وكفنه بالكتان ووضعه في قبر منحوتًا في صخرة، ودحرج حجرًا على باب القبر. هنا نفهم أن يوسف لم يكن موافقًا رؤساء اليهود على صلب المسيح ولا على مؤامراتهم ضده. عجيب أن موت المسيح جذب تلاميذه الذين كانوا مختفين(يو32:12). والمحبة تظهر وقت الشدائد. كلمة مشير تعني أنه من السنهدريم. وكان تسليم بيلاطس جسد يسوع ليوسف الرامي عملًا يُحسب لبيلاطس فعادة تسليم الأجساد يكون برشاوى.ويوسف أخذ يسوع خوفًا من أن يعتدي عليه اليهود. وكانت مريم المجدلية ومريم أم يوسى تنظران أين وُضع كان لا بُد من إنزال الجسد قبل الغروب، لأنه كان يوم الصلب هو "الاستعداد"، إذ اعتاد اليهود أن يلقبوا يوم الجمعة بالاستعداد، إذ فيه يستعدون ليوم السبت للراحة. في هذا اليوم صُلب السيد، في اليوم السادس. فكما أعد الله كل الخليقة في ستة أيام ليستريح في السابع، هكذا ارتفع على الصليب مجددًا خليقته في ذات اليوم السادس ليدخل بخليقته إلى سرّ الراحة الحقيقية. لعل صلب السيد في اليوم السادس، يوم الاستعداد، يعلن التزامنا نحن فيه أن يحملنا الصليب إليه مادمنا في هذا العالم بكون حياتنا كلها هي يوم الاستعداد . نبقى معه على الصليب حتى النفس الأخير، فإذا ما غربت حياتنا الزمنية أرسل إلينا ملاكه، وكأنه بيوسف الرامي ليستريح جسدنا قليلًا حتى يقوم ثانية في يوم الرب العظيم. لم يسمح الرب أن يكفنه التلاميذ حتى لا يقوم الاتهام بأنهم سرقوه دون دفنه، بل كفنه رجل شريف بار. وقد تأكد الكل من دفنه حينما خُتم القبر. كفنه يوسف بكفنٍ جديدٍ وُضع في قبر جديد، في قبر يوسف إذ لم يكن للمسيح مقبرة خاصة به، لأن القبر يُقام من أجل الذين يتعرضون لقانون الموت، أما غالب الموت فليس له مقبرة ملكًا له. لقد أراد يوسف قبرًا لدفن موتاه فصار قبرًا لإعلان القيامة والحياة. ونلاحظ أن المسيح وُلِدَ من عذراء لم تحمل أحشاؤها أحد قبله. وركب أتانًا لم يركبه أحد قبله ودفن في قبر لم يدفن فيه أحد قبله. موت المسيح له طابعه الخاص المختلف عن موت عامة البشر، لذا لا يُدفن مع آخرين، بل يُدفن في القبر وحده. فيتجسد الرب اتحد بكل البشرية لكنه وجد بعض الاختلاف. شابهنا في ميلاده، لكنه اختلف عنا في الحبل به من العذراء... من هو يوسف هذا الذي وُضع المسيح في قبره؟ بالتأكيد هو ذاك البار الذي سلم للمسيح مقبرته ليجد ابن الإنسان أين يسند رأسه (لو 9: 58) وهناك يستريح... كان القبر محفورًا في صخرة أي مؤسسًا على الإيمان بالله الثابت... لا يستطيع كل أحد أن يكفن المسيح، لذا فالنساء التقيَّات بقين من بعيد، لكنهن كن ينظرن بعناية أين وُضع حتى يأتين إليه بالطيب ويسكبنه. ومع ذلك ففي محبتهن كن آخر من ترك القبر وأول من رجعن إليه "وجاء أيضًا نيقوديموس الذي آتى أولًا إلى يسوع ليلًا وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منًا." نيقوديموس كان غنيًا جدًا وهو عضو بالسنهدريم وكان أيضًا مخالفًا لرأيهم(يو50:7-53) ولكنه أيضًا كان خائفًا منهم، والتقليد يقول أنه صار مسيحيًا بعد ذلك. ووزع يوسف ونيقوديوس العمل بينهما. فإشتري يوسف الكتان وإشتري نيقوديموس المر والعود، عُهِدَ إلى يوسف بطلب أخذ جسد المسيح ربما لجسارته وتقابلا عند الصليب وقد فارقهما الخوف حاملٌ مزيج مر وعود وهو يستعمل طبيًا كمطهر، ويستخدم كعطر، وأتى به المجوس كهدية(نبوة عن آلامه وموته) والعود ثمين جدًا يوزن بوزن الذهب ورائحته نفاذة تبقى لسنين عديدة(عد6:24) مائة منًا= تشير للتوقير الذي كان يكنه هذا الفريسي للمسيح ومن هذه العطور أخذت الكنيسة خميرة الميرون المقدس كذخيرة حياة. "فأخذا جسد يسوع ولفاه بأكفان مع الأطياب كما لليهود عادة أن يكفنوا." مع الأطياب= يبدو أن المر والعود كانا على هيئة مسحوق وقد أضيف لهما بعض الزيوت العطرة فتكون مزيج سائل يمكن دهن الجسد به قبل ربطه. وعادة اليهود في التكفين هي بغمس شاش (كتان) في العطور ولف الرجلين، كل رجل وحدها ثم الصدر، ثم اليدين كل يد وحدها. ويوضع منديل على الرأس. أمين أعزائي المؤمنين ما أقبحها أيادي تلك التي سلَّمت للصلب! وما أجملها أيادي تلك التي كرَّمت بالحب! وما أروع أياديكم يا أخويَّ العزيزين: يوسف ونيقوديموس، وهي تُشرف بتكفين جسد السيد وقد أثخنته الجراح. ما أجمل يديك يا يوسف وأنت آتٍ بالكتان النقي وفي قلبك أن تَهَب لحبيبك قبرك الجديد! القبر الذي نحتَّه لنفسك في الصخرة، وهل كنت تدري وأنت تنحته، أنه سيتشرف بالجسد الكريم الذي فيه حلَّ كل الملء؟! وما أبهى جسارتك وأنت تدخل للوالي في أشرف مهمة دخل بسببها إنسان لقصر حاكم، إذ دخلت تطلب جسد يسوع! وما أحلاك يا نيقوديموس وأنت آتٍ هذه المرة، لا ليلاً، بل قبل سقوط الليل ومجيء العتمة، قبل أن تضيع فرصة الإكرام. آتٍ تفوح منك رائحة بديعة نفَّاذة تملأ الدنيا حولك بعبيرها، هي رائحة ما حملت لإكرام حبيبك وحبيبي، جئت حاملاً مزيج مُرٍّ وعود نحو مئة منًا! من أين هذه الجرأة؟! وكم تكلفت لتشتري مئة منًا من المرّ والعود؟! وكيف حملت كل هذا الحمل وأنت شيخ؟! هل حب الحبيب والرغبة في إكرامه ملأت قلبك بالجرأة لتكشف عن هويتك بعدما أخفيتها طويلاً؟! وهل أخرجت كل ثروتك لإكرامه؟! وهل شدَّدت ذراعيك الواهنتين بالقوة لتحمل كل هذا الحِمل الكبير؟! سيدي الحبيب .. لقد لمست يومًا فم عبدك فقدسته لك، ألا تلمس اليوم أيادينا لكي تطهرنا من كل عمل لسواك، وتجمِّلها لكي لا تخدم إلاّك! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنا يوسف الرامي |
سر قوة يوسف الرامى |
يوسف الرامي |
يوسف الرامي |
يوسف الرامى |