موئل تنين كومودو والنظام الغذائي
يعيش تنين كومودو في خمس جزر فقط في جنوب شرق إندونيسيا، جزر إندونيسيا الأربع داخل منتزه كومودو الوطني (كومودو ورينكا وجيلي مونتانج وجيلي داسامي) وجزيرة فلوريس، والجزر بركانية في الأصل وعرة مع تلال ومغطاة بكل من الغابات والأراضي العشبية السافانا، وتنين كومودو لديه أصغر موئل من أي حيوان مفترس كبير في العالم، وهو يحب الجو الحار، حيث تصل درجات الحرارة خلال النهار خلال موسم الجفاف إلى 95 درجة فهرنهايت (35 درجة مئوية) مع رطوبة حوالي 70 في المائة.
تنبش بعض التنانين جحورا ضحلة للراحة ليلا للتدفئة وكمأوى بارد عن حرارة النهار، ويمكن لتنين كومودو إما صنع جحره الخاص أو استخدام جحر لسحلية موجود من قبل، وفي بعض الأحيان يمكن رؤية هذه الجحور على طول منحدرات مجاري الأنهار الجافة بين جذور الأشجار، ومع ذلك، ليس كل تنانين كومودو تستخدم الجحور، وفي الواقع، غالبا ما ينام ذكر بالغ في جزيرة كومودو ليلا في كوخ مهجور اعتاد الزائرون الإقامة فيه.
وتنين كومودو البالغ يعيش حياة ترفيهية، ويخرج من جحره للبحث عن بقعة مشمسة للإحماء فيها، ثم يبدأ البحث عن وجبة الإفطار وتليها قيلولة طويلة لطيفة في الظل خلال الجزء الأكثر حرارة من اليوم، وبعد تناول وجبة في وقت متأخر من بعد الظهر يكون التنين جاهزا للنوم وينام بهدوء في جحره حتى يبدأ يوم جديد، وهو مخلوق انفرادي يعيش ويطارد وحده.
يأكل تنين كومودو البالغ أي طعام متاح، ومع ذلك، فإن فريسته الطبيعية هي أيل تيمور، والغزال حذر ورشيق للغاية مما يتطلب من تنين كومودو أن يلجأ إلى الكمين على العشب الطويل حتى ينجح في الصيد، وعندما يمر الغزال يستخدم التنين مخالبه الطويلة وأسنانه الحادة للهجوم، وإذا هربت الفريسة يمكن أن يعتمد تنين كومودو على لسانه الطويل للعثور على مكان وجوده حتى على بعد ميل (1.6 كيلومتر).
ويأكل تنين كومودو أيضا جاموس الماء والخنازير البرية وكذلك الثعابين والأسماك التي على الشاطئ، وفي جزيرتي رينكا وكومودو أصبحت الخنازير شائعة في بعض المناطق وأصبحت الآن منافسة للطعام مع السحالي الكبيرة، وقد يكون تنين كومودو آكل لحوم جنسها أيضا، ولحسن الحظ يقضي الصغار حياتهم في الأشجار مما يساعد على الأرجح في تقليل مخاطر الإفتراس من البالغين.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي لعاب تنين كومودو على بكتيريا يحتمل أن تكون ضارة يعتقد أنها تساعد في إضعاف الفريسة التي تكون كبيرة جدا بحيث يتعذر على تنين واحد التغلب عليها، وتشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن تنين كومودو قد يكون سام أيضا بسبب بعض خصائص المكونات في لعابه، وسواء كان سام أم لا تخضع للتفسير في هذا الوقت، ومن السابق لأوانه التوصل إلى هذا الإستنتاج حتى يتم إجراء المزيد من الأبحاث.
في جزر جيلي موتانج وجيلي داسامي الأصغر داخل حديقة كومودو الوطنية تم اكتشاف تنانين كومودو لتكون أصغر بشكل ملحوظ من تلك الموجودة في جزيرتي رينكا وفلوريس المجاورتين، وقد وجد أن هذه التنانين مرتبطة جينيا بتلك الموجودة في الجزر المجاورة، فما الذي يمكن أن يفسر هذا الإختلاف في الحجم؟ وتم العثور على كثافة من غزال تيمور أقل بكثير أيضا في كلتا الجزيرتين، ويعتقد أن التنانين على هذه الجزر تتكيف فقط مع نقص الإمدادات الغذائية عن طريق تقليل حجم الجسم استجابة لتناقص توافر الغذاء، وإن تنين كومودو في هذه الجزر حذر للغاية، ويعتقد أن أكل لحوم جنسها يمثل تهديدا أكبر للتنين الصغار هنا أكثر من الجزر الكبيرة.