رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التوبــة "رجـع إلى نفسـه" أى أنه بدأ يراجع نفسه ويكتشف خطأ الطريق التى سار فيها .. تأمل فى حاضره كعبد للخطية، وماضيه كإبن حر لأبيه .. تذكر مكانته التى كانت عند أبيه "كم من أجير لأبى يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعاً"(1). هنا نتوقف عند فكر محاسبة النفس الذى يقود إلى التوبة .. هذا الفكر تريد الكنيسة – من خلال الصوم- أن يكون فكراً متأصلاً فى حياتنا .. أى أن يكون فكر يومى نعيشه كل لحظة. التوبة هى العمود الرئيسى لحياتنا الروحية والذى يقودنا إلى الحياة الأبدية لذلك الكتاب المقدس من خلال آياته يحثنا دائماً على التوبة .. بل يعلمنا الإنجيل أن التوبة هى بداية الحياة المسيحية الحقيقية وشرطها الأساسى، فنجد أن أول كلمات السيد المسيح له المجد فى بدء كرازته كانت "... توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات"(2). ولكننا فى زحمة حياتنا اليومية، ونحن منشغلين بأعباء تلك الحياة واهتماماتنا الجسدية، قد نبتعد عن فكر التوبة، وينعكس ذلك على الممارسات الروحية مثل الصلاة والصوم فتصبح شكلاً بلا جوهر .. وهذا ما يلاحظه الكثيرون .. الواحد منهم يذهب إلى الكنيسة ويحضر قداساً ويخرج كما دخل ! يصلى فى البيت ولا يتمتع بالصلاة .. يصوم ولا يشعر أنه صائم، وهذا يرجع إلى أن التوبة من خارج هى ترك للخطية والبعد عنها وعن كل مسبباتها. ولكن قد يترك الإنسان الخطية ولا تزال فى قلبه رغبة نحوها، فهل نسمى ذلك توبة ؟! بالطبع لا لذلك لابد أن يكون هناك عمل داخلى أى داخل القلب حتى يصل الإنسان إلى كراهية الخطية، وهنا نقول أن هذا الإنسان قد وصل إلى التوبة الحقيقية. وطالما نحن فى الصوم الكبير حيث درجات النسك الكبيرة وحيث يمارس الكثيرون عمل الميطانيات سـواء فى العبادة الفرديـة فى البيت أو فى الصلاة (1)-(لو15: 17). (2)-(مت4: 17). الجماعية فى الكنيسة من خلال صلاة باكر فى قداسات الصوم يجب أن نعرف ونفهم أن الميطانيات عمل داخلى .. حيث أنه فى الميطانية يسجد الإنسان ينحنى وتلتصق رأسه بالأرض أى بالتراب .. هذا هو العمل الخارجى الظاهر. ولكن هناك عملاً داخلياً يصاحب إنحناء الجسد هو أن تنحنى النفس من الداخل فى إنسحاق نتركها لكبريائها كما قال داود النبى "لصقت بالتراب نفسى"(1). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|