موقف الأب الطيب
١ – التسامح : لم يغضب بل تسامح و تساهل عندما طلب منه ابنه الأصغر القسم الذي يخصه من المال و هو حي بل قسم معيشته بين ابنيه وتنازل عن كل شيء كما هو مكتوب « إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ. فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ »( لوقا ١٥ : ١١ ، ١٢ ).
٢ – الحنان : بعدما رجع الابن الأصغر مفلسا تفوح منه رائحة الخنازير لم يشمئز منه أو يعاتبه أو يعنفه على سلوكه المشين بل تحنن عليه و ركض و وقع على عنقه القذر و قبله كما هو مكتوب عن الابن الأصغر « فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ الاِبْنُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً »( لوقا ١٥ : ٢٠ ، ٢١ ).
٣ – الفرح : أخذ من مال ابنه الأكبر بدون إذن و قدمه للابن الأصغر المسرف لأن الحلة الأولى و الخاتم و الحذاء و العجل المسمن كلها من أموال الابن الأكبر و ليس للأب الحق في التصرف فيها بدون إذنه و لكن الأب من فرحته نسي أن الأملاك كلها ملك لابنه الأكبر كما هو مكتوب « فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ وَاجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ »( لوقا ١٥ : ٢٢ – ٢٤ .)
٤ – الإيضاح و الواجب : عندما غضب صاحب الأملاك الابن الأكبر لم يتركه الأب غاضبا بل خرج إليه و أوضح له الأمر بأن ما يحدث هو مجرد ترحيب كريم بعودة الابن و الأخ الأصغر إلى البيت لكن ليس له حق في أي ميراث لأن الميراث كله ملك الابن الأكبر كما هو مكتوب « فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلَكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ لأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ »( لوقا ١٥ : ٣١ ، ٣٢ ).