لما بلغت داود أخبار موت شاول، كان داود آنذاك ساكناً في صقلغ. وكانت صقلغ قد احترقت بالنار، فوقف داود حائراً: هل يبنيها مرة ثانية بعد أن احترقت، ويسكن فيها مع رجاله؟ أو هل يلجأ إلى بلاده ليملك عليها كما وعده الرب، وكما مسحه صموئيل النبي منذ سنوات طويلة، وهو في بيت أبيه في بيت لحم؟ ولكن داود سأل نفسه: ماذا يحدث لو رجعت إلى بلادي؟ كان رجوعه سيسبَّب حرباً أهلية، تنقسم فيها بلاده إلى قسمين: قسم يقف إلى جانبه، وقسم آخر إلى جانب عائلة شاول. هل يكون داود سبب خراب ونزاع؟ وفي حيرة توجه إلى الله: وما أصلح أن يتوجه الحائر إلى الله، لأنه مكتوب: «ٱلَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ ٱللّٰهِ فَأُولٰئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ ٱللّٰهِ» (رومية ٨: ١٤) ولا ندري كيف سأل داود الله عن فكره؟ هل صلى فكلمه الله بحلم، أو هل استشار داود المؤمنين من رجاله؟ نحن لا نعرف، لكننا نعرف أن الله نصح داود أن يرجع إلى بلاده، وأن يذهب إلى حبرون.
ليتنا نسأل الله قبل أن نخطو أية خطوة هامة في حياتنا. ليتنا نتكلم مع الله ونطلب إرشاده بدل أن نعتمد على فكرنا البشري فقط ونتكل على حكمتنا وحدها. إننا محتاجون أن نصغي لفكر الله دائماً.