|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فما نوعية هذا الخالق؟ هل يمكننا أن نستدل عليه من الأشياء التي خلقها؟ بكلمات أخرى، هل يمكننا أن نفهم السبب من نتائجه؟ الإجابة هي نعم، يمكن ذلك، بأن نفترض السمات الآتية: • لابد أنه فائق للطبيعة بطبيعته (حيث خلق الوقت والفضاء). • لابد أنه قوي (بصورة فائقة). • لابد أنه أزلي (موجود بذاته). • لابد أنه كلي الوجود (خلق المكان ولكنه غير محدود به). • لابد أنه يفوق الزمن ولا يتغير (خلق الوقت). • لابد وأنه يفوق المادة (لأنه يفوق المكان والمادة). • لابد وأنه شخصي (الغير شخصي لا يخلق الشخصية). • لابد وأنه لانهائي ومتفرد لأنه لا يمكن أن يجتمع لا نهائيين معاً. • لابد وأنه متنوع في وحدة حيث توجد الوحدة والتنوع في الطبيعة. • لابد وأنه عاقل (بصورة فائقة). فقط الكائن العاقل يمكن أن ينتج كائن عاقل. • لابد وأنه له هدف حيث خلق كل الأشياء بقصد محدد. • لابد وأنه كائن أخلاقي (لا يمكن أن يكون هناك قانون أخلاقي دون وجود من يقدمه). • لابد وأنه يهتم (وإلا لم يكن ليعط أية قوانين أخلاقية). ولكون هذه الأمور صحيحة، فإننا نسأل ما إذا كانت أي ديانة في العالم تتحدث عن خالق كهذا؟ الإجابة هي نعم: إن إله الكتاب المقدس ينطبق عليه هذا الوصف بالتمام. فهو فائق للطبيعة (تكوين 1: 1)، قوي (ارميا 32: 17)، أبدي (مزمور 90: 2)، كلي الوجود (مزمور 139: 7)، غير محدود بالوقت/لا يتغير (ملاخي 3: 6)، غير مصنوع من مادة (يوحنا 5: 24)، شخصي (تكوين 3: 9)، ضروري (كولوسي 1: 17)، متميز ومتفرد (إرميا 23: 24، تثنية 6: 4)، متنوع في وحدة (متى 28: 19)، عاقل (مزمور 147: 4-5)، له هدف (إرميا 29: 11)، أخلاقي (دانيال 9: 4) ومهتم (بطرس الأولى 5: 6-7). أمر أخير نتحدث عنه في موضوع وجود الله هو مدى إمكانية تبرير مواقف الملحدين. بما أن الملحد يقرر بأن موقف المؤمنين هو غير سليم، فمن المنطقي أن نعيد توجيه السؤال ذاته إليه. أول شيء علينا أن نفهمه هو أن إدعاء الملحدين – "عدم وجود إله"، وهذا هو معنى الإلحاد – هو إدعاء لا سند له من الجهة الفلسفية. يقول الفيلسوف والعالم القانوني مورتيمر آدلر "يمكن برهان نظرية وجود إيجابية، أما نظرية الوجود السلبية – تلك التي تنفي وجود شيء — فلا يمكن برهانها." مثلا: يمكن أن يدعي شخص ما وجود نسر أحمر ويمكن أن يؤكد شخص آخر عدم وجود نسر أحمر. فالأول يحتاج فقط أن يجد نسر أحمر واحد ليثبت مقولته. ولكن الثاني يجب أن يمشط الكون كله ويوجد في كل مكان في نفس الوقت حتى يتأكد ألا يفوته أي نسر أحمر في أي مكان في أي وقت، وهذا من المستحيل عمله. لهذا يعترف الملحدين الصادقين في عقلانيتهم أنهم لا يمكن أن يبرهنوا عدم وجود الله. ثم من المهم أن نفهم أهمية وخطورة الإدعاءات وكمية البراهين المطلوبة للتحقق من نتائج معينة. فمثلاً: لو وضع أحدهم إناءين من الليموناضة أمامك وقال لك أن طعم أحدهما قد يكون لاذعاً أكثر من الآخر، وبما أن عاقبة الحصول على مشروب لاذع قليلاً ليست خطيرة فلن تحتاج إلى دليل كبير لكي تختار بينهما. ولكن إذا أضاف مضيفك السكر إلى أحدهما وسم الفئران في الآخر فإنك تحتاج إلى دليل قاطع عن مكوناتهما قبل أن تختار بينهما. هذا هو موقف الشخص الذي يختار بين الإلحاد والإيمان بالله. بما أن الإلحاد قد ينتج عنه عواقب دائمة وأبدية، إذاً يجب أن يطلب من الملحد أن يقدم دليل قوي لا يدحض يساند موقفه، ولكنه لا يستطيع. الإلحاد ببساطة لا يمكنه أن يواجه إمتحان برهان الإدعاءات الخطيرة التي يقدمها. ولكن بدلا من ذلك فإن الملحد وأولئك الذين يقنعهم بموقفه يذهبون إلى الأبدية وهم يأملون ألا يفاجأوا بالحقيقة المرة بوجود الأبدية بالفعل. كما يقول موريمر آدلر: "إن العواقب الناتجة عن الإيمان بالله أو إنكاره تفوق العواقب الناتجة عن أي أمر آخر." إذا هل الإيمان بالله له مبرر أو سند منطقي؟ هل توجد جدلية منطقية لوجود الله؟ بكل تأكيد. بينما يدعي ملحدين مثل فرويد أن الذين يؤمنون بالله لديهم رغبات وأماني يتمنون تحقيقها، ربما يكون الواقع هو أن فرويد وأتباعه هم الذين يعيشون على الأماني: أي تمني عدم وجود إله، أو محاسبية، وبالتالي لا دينونة. ولكن إله الكتاب المقدس يثبت خطأ فرويد بأن يؤكد وجوده وحقيقة أن الدينونة بالتأكيد قادمة لأولئك الذين يعرفون في قلوبهم حقيقة وجوده ولكنهم يقمعون تلك الحقيقة (رومية 1: 20). أما الذين يتجاوبون مع برهان وجود الخالق فإنه يقدم لهم طريق الخلاص الذي تممه من خلال إبنه يسوع المسيح "أَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ." (يوحنا 1: 12-13). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|