منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 03 - 2021, 06:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,867

اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم،

اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا

تشير عبارة "اِحمِلوا نيري" الى دعوة يسوع الى الناس كي يكونوا مطيعين لأمره باعتبار انه ملك. اما عبارة "نير" في الأصل اليونانيζυγόν (معناها الخشبةُ المعترضةُ فوق عُنق الثَّوْر أَو عنقَي الثَّوْرَيْن المقرونين، لجرِّ المحراث أَو غيره) فتشير الى العصا التي تربط ثورين إلى المحراث، وهذه العصا بمثابة قطعة خشبية ثقيلة تُـوضع على عنق ثور او أكثر، وتتصل بالمحراث او بغيرها من الآلات التي تجرَّها الثيران في الفلاحة والدراسة (ارميا 2: 20)، والنير هو الذي يجعل بدل من ان يجر المحراث ثور واحد فيكون ثقيل عليه وثور اخر يجر محراث اخر ثقيل عليه بربط الثور مع ثور اخر بنير يتحمل كل منهما نصف الاتعاب فقط . فالنير هو راحة من نصف الاتعاب او بمعني ان كل ثور يساعد الاخر. فالمسيح يقول ان واجهت اتعاب في العالم احمل نير المسيح فتشترك معه في الامه ويشترك معك في حِمل آلامك عنك كما يؤكد ذلك بولس الرسول "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي" (فيلبي 4: 13). وتدل كلمة النير في لغة الكتاب المقدس على العبودية (الاحبار 26: 13) وسمّى اليهود شريعة الله المكتوبة والشفهية نيرا سواء في العهد القديم (يشوع بن سيراخ 51: 26-27) او في العهد الجديد (اعمال الرسل 15: 10، وغلاطية 5: 1). وهنا تدل "نير" على تعاليم المسيح عكس تعاليم علماء الشريعة الذين كان يفرضون على كاهل الناس اوزاراً ثقيلة الحِمل شبيهه بالنير الثقيل الذي يُسلّطه البشر على أعناق الحيوانات. ومن هنا مفارقة بين تعاليم يسوع وتعاليم الفريسيين. لم ينادِ يسوع بطرح ذلك النير بل بإبداله بنيره الجديد وهو ليس بشريعة جديدة لكن بتفسير جديد بحيث تصبح الشريعة قانونا للحياة بحيث يكون لهم نفس النظرة في الحياة مع الرب نفسه. أمَّا عبارة "تَتَلمَذوا" في الأصل اليوناني μάθετε (معناها تعلموا) فتشير الى دعوة يسوع الى تلاميذه للتعلم من كلامه وسيرته وحضوره بين الناس باعتباره نبي ومعلم ومُعلن الآب للناس. ولم يأمر تلاميذه بعمل شيئا لم يمارسه قبلا. اما عبارة "فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب" فتشير الى دعوة يسوع لحمل سمتيّ الوداعة πραΰς وتواضع القلبταπεινὸς. يوجد ربط بين الوداعة والتواضع لا يمكن فصله، فالإنسان الوديع يكون بالتالي متواضعا والعكس صحيح. الوداعة هي اللطف والترفق وهي أن يكون الإنسان لطيفاً في المعاملة ورقيق القلب حاملاً مشاعر طيبة للغير. والتواضع ليس تحقير النفس لكنه إعطاء الله المركز الحقيقي في القلب بتقديم الاحترام والإجلال له وتقديره بالتالي تقدير القريب. يسوع هو المتواضع "أمام الربّ الإله، والوديع مع البشر" (متى 5: 4). إنّه المتواضع لأنّه يضع نفسه في وضع الإصغاء إلى كلمة الحبّ والرحمة الخاصّة بالآب، ويجعل نفسه طائعاً له الى حدّ الموت. إنّ ما صَنَعَ عظمة يوحنّا، وما جعله عظيمًا بين العظماء، هو أنّه تَوَّج فضائله بفضيلة التواضع. ففيما كان يعتبره الجميع الأعظم، فقد وضع في مرتبة أعلى منه مَن هو الأكثر تواضعًا معلنا “لَستُ أَهْلاً لأَن أَخلَعَ نَعْلَيْه" (متى 3: 11). وتعلق القديسة تيريزيا الكالكوتيّة :"لا نتعلّم التواضع إلاّ من خلال نظرةٌ عميقة ووطيدة نحو الرّب يسوع المسيح من أفضل الصلوات. أنا أنظر إليه وهو ينظر إليّ. فنعلم بأننا لسنا بشيء ولا نملك شيئًا" (ما من حبّ أعظم). وإنّه وديع لأنّه يحتمل كلّ شيء من أجل حبّ الإنسان الّذي يتمّ افتداءه. الوديع هو إنسان لطيف هادئ، لين الخلق، وسهل التعامل في حياته. وفي قائمة ثمار الروح القدس يضع بولس الرسول الوداعة الى جانب الايمان "أمَّا ثَمَرُ الرُّوح فهو المَحبَةُ والفَرَحُ والسَّلام والصَّبرُ واللُّطْفُ وكَرَمُ الأَخْلاق والإِيمانُ والوَداعةُ والعَفاف"(غلاطية 5: 22-23). الوداعة والايمان هما مرتبطان احداهما بالأخرى من حيث أنَّ كلتيهما تعبّران عن استعداد للانفتاح نحو الله وخضوع كله ثقة لنعمته وكلمته. فنحن لا نستطيع أن ندخل طريق المعرفة الحقيقيّة إلا بالمسيح يسوع نفسه الوديع المتواضع القلب. وأول درس ينبغي ان يتعلمه الناس من المسيح هو التواضع. فالجلوس عند اقدامه والاستماع الى كلامه على مثال مريم اخت لعازر (لوقا 10: 39) سر الراحة والسعادة الخالدة. أمَّا عبارة "الرَّاحَةَ" في الأصل اليوناني ἀνάπαυσιν (معناها الارتياح) فتشير الى المعني المجازي أي الى دعوة يسوع إلى الراحة عن أتعابنا وحدودنا وليس "مجرّد" عن حياتنا، وذلك بتحرير الانسان ومنحه قوة للتحمُّل المرض وسلام داخلي حقيقي، ذاك السلام الذي يسوع وحده بإمكانه أن يمنحنا إياه، وليس العالم كما صرّح لتلاميذه " السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم" (يوحنا14: 27)، فالراحة الّتي يعد بها يسوع هي السلام مع الربّ، وليس نهاية كلّ مشقّة. فالراحة الحقيقية ليست في التوقف عن العمل او إزالة المرض، ولكن في الجهاد والصبر والعمل لإتمام مشيئة الرب، كما شهد بولس الرسول بخبرته فقال "فإِنِّي بِالأَحرى أَفتَخِرُ راضِيًا بِحالاتِ ضُعْفي لِتَحِلَّ بي قُدرَةُ المَسيح. ولِذلِك فإِنِّي راضٍ بِحالاتِ الضُّعفِ والإِهاناتِ والشَّدائِدِ والاِضطِهاداتِ والمَضايِقِ في سَبيلِ المسيح، لأَنِّي عِندَما أَكونُ ضَعيفًا أَكونُ قَوِيًّا " (2 قورنتس 12: 9-10)، ويُعلق القدّيس غريغوريوس الكبير "يريد البعض أن يكونوا متواضعين دون أن يكونوا مُزدرين؛ يريدون أن يكونوا راضين عن حالهم، ولكن دون أن يكونوا في العوز؛ أن يكونوا طاهرين، ولكن دون إماتة الجسد؛ أن يكونوا صبورين، ولكن دون أن يُهينهم أحد. بينما هم يحاولون أن يكتسبوا بعض الفضائل، وفي ذات الوقت يصدّون ويرفضون التضحيات الّتي تشملها الفضائل، يُشبهون أولئك الّذين، يهربون من ساحة المعركة، ويُودّون ربح الحرب بينما هم يعيشون في المدينة بشكل مريح". فلا يمكن ان نجد الراحة ونكتسب الفضائل دون ألم وجهد وتعب. أمَّا عبارة " تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم" فتشير الى الراحة الذي هي ليست مجرّد راحة جسدية، بل هي الراحة الروحية أيضا، لأن ما يُتعِب الإنسان بالأكثر ليس الإرهاق الجسدي، بقدر ما هو الوحدة والعزلة. ونجد هذه الراحة بالالتقاء بالرب، وفي العلاقة معه، وهذا ما يّذكرنا في كلمات ارميا النبي "قِفوا في الطُّرُقِ وانظروا واسأَلوا عنِ المَسالِكِ القَويمة ما هو الطَّريقُ الصَّالِحُ وسيروا فيه فتَجِدوا راحةً لِنُفوسِكم" (ارميا 6: 16)، فعمل يسوع هو توفير الاسعاف للخراف المتعبة والمنهوكة كما جاء في انجيل متى "رأَى يسوع الجُموعَ فأَخذَته الشَّفَقَةُ علَيهم، لأَنَّهم كانوا تَعِبينَ رازِحين، كَغَنَمٍ لا راعيَ لها"(متى 9: 36). ويُعرض يسوع الراحة للنفوس التي تأتي اليه "تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم (متى 11: 29). فالنفوس تستريح من أثقال اتعاب الحياة وثقل الخطيئة وتعب الضمير. ويناجي القديس يوحنا سابا ربنا يسوع كسرّ راحته "طوبى لذاك الذي يطلبك في داخله كل ساعة، منه تجري له الحياة ليتنعّم!". في هذه الآية يجعلنا المسيح شركاء له في حِمل نير العالم لخلاصه، وهذه فرصة لكي نبرهن عن تكريس الحياة لأجل خدمته.


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من حيث لا ندري
كيف نجرح الناس
نحن لا ندرى
نيري هين
نيري


الساعة الآن 03:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024