منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 03 - 2021, 06:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,848

قد سَلَّمَني أَبي كُلَّ شَيء، فما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ الابنَ إِلاَّ الآب، ولا مِن أَحدٍ يَعرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْن ومَن شاءَ الابنُ أَن يَكشِفَه لَه.

قد سَلَّمَني أَبي كُلَّ شَيء

تشير عبارة "قد سَلَّمَني أَبي" الى السلطان الذي استلمه يسوع من الآب باعتباره فادٍ (متى 28: 118) ولكن في نهاية عمل الفداء يرجع كل شيء الى الله "متى أُخضِعَ لَه كُلُّ شَيء، فحينَئِذٍ يَخضَعُ الاِبْنُ نَفْسُه لِذاكَ الَّذي أَخضَعَ لَه كُلَّ شيَء، لِيكونَ اللّهُ كُلَّ شَيءٍ في كُلِّ شيَء" (1 قورنتس 15: 28) فتسلم المسيح السلطان من الآب لا يعني انه دون الآب لأنه لا يستطيع ان يتسلم قوة غير متناهية إلاَّ الله ولا يقدر ان يحكم في وقت واحد على كل المخلوقات في السماوات والأرض الاَّ هو. أمَّا عبارة "كُلَّ شَيء" فتشير الى الملكوت واسراره خاصة العلاقة مع الآب. ينتمي هذا الكلام الى التقليد الرؤيوي كما توحي كلمت دانيال النبي "هو كاشِفُ الأَعْماقِ والخَفايا وعالِمٌ بما في الظُّلمَة" (دانيال 2: 22) أكثر منه الى التقليد الحكمي (يشوع بن سيراخ 24). أمَّا عبارة " يَعرِفُ " فتشير في لغة الكتاب المقدس الى "الوحدة أو الاتحاد" الذي ينتج عنه حياة. أمَّا عبارة "فما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ الابنَ إِلاَّ الآب، ولا مِن أَحدٍ يَعرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْن" فتشير الى أحد النصوص الثلاثة التي يعبّر فيها يسوع عن صلته الفريدة بالله أبيه (مرقس 14: 36 ولوقا 2: 49 ويوحنا 20: 17). ويدل هذا القول على جوهر وحي الانجيل، وهو تجلي الآب في الابن (لوقا 10: 22). إن التعارف بين الأشخاص يفترض المحبة، فالآب يعرف الابن والابن يعرف الآب خلال وحدة الجوهر، وهذه المعرفة غير متاحة لمخلوق. وهذه المعرفة متساوية مع عبارة "أنِّي في الآبِ وأَنَّ الآبَ فيَّ" (يوحنا 10:14) وعبارة "أَنا والآبُ واحِد" (يوحنا 30:10). وهذه المعرفة تربط بين يسوع وخاصته وتتأصل وتكتمل في المحبة التي تربط بين الابن والآب. كما جاء في تعليم يسوع "ما أَولَيتَهُ مِن سُلطانٍ على جَميعِ البَشَر لِيَهَبَ الحَياةَ الأَبَدِيَّةَ لِجَميعِ الَّذينَ وهبتَهم له"(يوحنا 17: 2) الابن يتحد بالإنسان فيحيا الإنسان أبديا. ولا يستطيع أحد من الناس ان يدرك سر شخص المسيح " ما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ مما في اللهِ غيرُ رُوحِ اللّه " (1 قورنتس 2: 11). أمَّا عبارة " مَن شاءَ الابنُ أَن يَكشِفَه لَه" فتشير الى يسوع الذي يعرف الله ويريد ان يعرّف به الذين يتبعونه ويتتلمذون له. إنه الابن الوحيد المشارك في حياة الآب والذي وحده قادر على هداية البشر الى المعرفة والحياة. فقد تجسَّد ليُخبر عن الله الآب فنقدر أن نعاين ما لا يُرى ونُدرك ما لا يُدرك. ولهذا قال المسيح " مَن رآني رأَى الآب" (يوحنا 9:14). فيسوع هو المُوحي بالله والمُعبّر عنه بكل ما يعمله وبكل ما يقوله "إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ الابنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه" (يوحنا 1: 18). ولا يستطيع أحد أن يُدرك من هو الآب في جوهره إلا الابن الوحيد، الواحد معه في الجوهر؛ فالمسيح هو الطريق لمعرفة اسرار الملكوت، ويعلق القديس اوغسطينوس "بالمسيح قد صار لنا باب الدخول الى الله". أمَّا عبارة " يَكشِفَه لَه " فتشير الى المسيح الذي يُعطينا أن نتحد به لكي نعرف الآب. ولا يصل الانسان الى هذه العلاقة القائمة بين يسوع وابيه السماوي مهما علا مقامه الاَّ بيسوع كونه ابن الله كما جاء في انجيل يوحنا " إِنَّ الآبَ يُحِبُّ الابن فجَعَلَ كُلَّ شيءٍ في يَدِه"(يوحنا 3: 35). وأعلن يسوع الآب للبشر بكلامه وبأعماله وبالروح القدس الذي يرسله.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مَثلُ الوَزَنات | لأَنَّ كُلَّ مَن كانَ له شَيء، يُعطى فيَفيض
ولَم يُكَلِّمْهُم مِن دُونِ مَثَل، فَإِذا انفَرَدَ بِتَلاميذِه فَسَّرَ لَهم كُلَّ شَيء
قد سَلَّمَني أَبي كُلَّ شَيء
أَجَلْ، إِنَّ إِيلِيَّا آتٍ، وَسَيُصْلِحُ كُلَّ شَيء
أَجَلْ، إِنَّ إِيلِيَّا آتٍ، وَسَيُصْلِحُ كُلَّ شَيء


الساعة الآن 03:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024