في ( 2 ملوك 14 : 25 ) يذكر نبي اسمه يونان بن أمتاي، من جت حافر من أعمال الجليل. جاء في التلمود، انه ابن أرملة صرفة الذي أقامه ايليا النبي ، إلأ أنه ليس ثمة سند كاف لإثبات هذه الرواية، وربما يكون واحداً من جماعة الأنبياء الذين جاء ذكرهم مرتبطاً بارسالية ايليا ( 2 ملوك 2 : 3 ). يروي المقطع في سفر الملوك، أن هذا النبي أي يونان بن امتاي تنبأ وأعلن في أيام يربعام الثاني ملك السامرة ( 784 _ 753 ) ان مملكته سوف تتوسع مرة اخرى إلى سعة مملكة داود .
ان الصيغة السريانية والعربية للاسم العبري ( يونة ) ( ܥܘܢܢ ) معناه حمامة، وأول نبوءة فاه بها تلائم اسمه، لانه تنبأ بتعزية شعب الله، واخبرهم ان الله نظر لمذلتهم وانه سيخلصهم من الاراميين، كما نجد ذلك في سفر ( 2 ملوك 14 : 25 _ 27 ). وكانت نبوءته هذه مطبوعة بطابع وطني أدبي خلقي كنبوءة هوشع، وعاموس، وهذا النوع من النبوات كان يصادف هوى في قلب الشعب العبراني.
إذاً كان في منتصف القرن الثامن نبي بهذا الاسم، ولكن يمكننا السؤال هل للسفر الذي سمي باسمه _ والذي لا ينسب إليه _ صلة به غير استعمال اسمه ؟
إعلانه الوارد في ( 2 مل 14 : 25 ) لا علاقة له بالرسالة الموكولة إليه حسب السفر. لكن من الممكن ان قصة أخذت تجري منذ أيام هذا النبي، أو حالاً بعد موته، بخصوص اعتراض منه، فاشل في اخر أمره، على رسالة من قبل يهوه، على مثال قصة مماثلة عن ايليا في وقت سابق ( 1 ملوك 19 : 4 _ 8 ).
كذا قصص اسطورية تحوي مقداراً من الواقع التاريخي، بقدر ما كان الاصطدام بين الاندفاع النبوي، وبين الرغبات والمقدورات البشرية _ وهو ظاهر جلي في حالة ارميا _ جزءاً بديهياً من خبرة كل نبي. بالواقع سفرنا مبني على قصتين اسطوريتين من هذا النوع : واحدة منهما تخص مقاومة يونان، المغلوب عليها أخيراً من قبل يهوه، على الرسالة لمناداة نينوى على التوبة ( يون 1 : 3)، والثانية تظهر كيف ان استياء يونان من شفقة يهوه ينتهي إلى نقطة المسخرية بعمل يهوه ( يونان 4 ) متشابك مع هاتين الروايتين _ أو بالأحرى مع الأولى منهما _ موضوع من مواضيع الأساطير وحكايات الجن يوجد في كل أرجاء العالم، وهو موضوع ابتلاع وقذف إنسان من قبل سمكة كبيرة .