رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبا إرميا يكتب «معًا» تحدثت المقالة السابقة ببعض أسباب الصراعات التى تُفتت المجتمع وتمنع سلامه: كالجهل، والتعصب، والظلم، وعدم قَبول الآخر، وبأن غرس مفهوم التنوع يحتاج كثيرًا من العمل الجادّ. وكما أن التنوع إحدى الدعائم، فإن قَبول التنوع مبنىّ على فكرة التعايش معًا، فأبناء الوطن الواحد يجب أن يُدركوا معًا حتمية وحدتهم من أجل تقدمه وثباته. فما من شك أننا جميعًا مسافرون بسفينة واحدة: متى تعرضت للغرق غرق الجميع، ومتى فقدت سبيلها ولم تصل تاه الجميع، وحين تنجح فالجميع ناجحون. إن التعايش معًا هو مفتاح الاستقرار والنجاح. إن إحدى أهم الحقائق إلى الاستقرار والنجاح والازدهار فى أى وطن هى كلمة معًا. ولنكن معًا علينا أن نعرف الطريق إلى التعايش معًا. إن إحدى رسائل التاريخ بالغة الأهمية إلينا: أننا معًا نستطيع تحقيق مرادنا، أما الانقسامات فليس لها إلا مصير واحد: الفشل والهزيمة. أود أن أضع أمام حضراتكم حدثين من صفحات التاريخ المِصرى، فيتضح الفارق فى نتائج موقفين: حين يكون أبناء الوطن معًا، وحين يتفرقون. عندما نتأمل معركة التل الكبير، نرى هزيمة عرابى والجيش، وانتصار القوات البريطانية، بعد أن استغرقت المعركة 30 دقيقة تقريبا!! وقد كتب عرابى فى مذكراته، فى أثناء طريقه إلى النفى إلى جزيرة سيلان، أنه أُلقى القبض عليه قبل أن يتمكن من ارتداء حذائه العسكرىّ!! هذا على الرغم مما حققه من نجاح سابق حين فشِل البريطانيون فى دخول كفر الدوار لِما أظهره الجيش المِصرىّ من بسالة. ويتضح الأمر حين نُدرك أن سبب الهزيمة هو الخيانة وعدم وَحدة صف الجميع معًا، فقد وجد العدُو من مده بمعلومات عن ثغرات فى الجيش، فكانت الهزيمة والاحتلال. وفى المقابل، نجد محاولات الاحتلال غير المتوقفة لأجل تفتيت الوَحدة المِصرية إبان ثورة 1919 م، لكنّ المِصريين لم يُخدعوا وظهرت قمة حركتهم الوطنية، فيذكر أحد المؤرخين: كانت ثورة شعبية قلبًا وقالبًا، حيث تشارك فيها الجميع: الفلاح والعامل والموظف، المرأة والرجل، المسلم والمَسيحىّ، ومن هنا تجلت الحركة المِصرية، ونجحت الثورة فى بلوغ مطالبها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|