|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان عجيبًا جدًا في الإيمان والتقوى، لأنه لم يختلط قطعا بالمنشقين الميليتين، إذ عرف شرهم وارتدادهم من البدء. ولا دخل في صداقة مع “المانيين “، أو غيرهم من الهراطقة إلا إذا أراد أن يقدم لهم النصيحة لكي يرجعوا إلى التقوى. لأنه كان يعتقد ويؤكد أن الاختلاط بهؤلاء مضر، بل مدمر للنفس. بنفس هذه الكيفية أيضا كره هرطقة الأريوسيين. وكان ينصح الجميع بأن لا يقتربوا منهم، ولا يعتنقوا عقيدتهم المنحرفة ومرة عندما جاءه بعض الأريوسيين وسألهم، وعرف فسادهم. طردهم من الجبل قائلا أن كلماتهم أشر من سم الأفاعي. وفي إحدى المرات أيضا إذ أكد الأريوسيين كذبا أن آراء أنطونيوس تتفق مع آرائهم استاء منهم وغضب عليهم. وبعد ذلك استدعاه الأساقفة وكل الأخوة، فنزل من الجبل، ولدى دخوله الإسكندرية، شجب الأريوسيين قائلاً: إن هرطقتهم هي آخر الهرطقات، وممهدة للمسيح الكذاب. وعلم الشعب أن ابن الله ليس مخلوقا، ولا ظهر إلى الوجود من العدم، ولكنه هو الكلمة الأزلي، وحكمة الأب، ومساو له في الجوهر. ولذلك فمن الكفر أن يقال “أنه كان هناك وقت لم يكن موجودا”، لأن الكلمة كائن بالتساوى مع الآب دواما. ولذلك فلا تكن لكم شركة قط مع الأريوسيين أشر الملحدين، لأنه لا شركة للنور مع الظلمة، فأنتم مسيحيون صالحون، أما هم فعندما يقولون أن ابن الله الآب، كلمة الله مخلوق، فإنهم لا يخلفون عن الوثنيين، طالما كانوا يعبدون المخلوق دون الخالق بل ثقوا أن الخليقة نفسها غاضبة عليهم، لأنهم وضعوا الخالق رب الكل، الذى به وجدت كل الأشياء، في عداد تلك الأشياء التى خلقت. لذلك فرح كل الشعب لما سمعوا أن الهراطقة المضادة للمسيحية قد شجبها شخص كهذا. وركض كل شعب المدينة ليروا أنطونيوس. وجاء إلى الكنيسة اليونانيين ومن يدعون كهنتهم قائلين: “نطلب أن نرى رجل الله”. لأنهم هكذا لقبوه جميعاً، لأنه في ذلك المكان أيضا طهر الرب الكثيرون من الشياطين، وشفي المجانين. وطلب كثيرون من اليونانيين مجرد لمس الشيخ، معتقدين أنهم سيستفيدون!!. ويقيناً أنه اعتنق المسيحية في تلك الأيام القلية الكثيرون ممن كان يجوز أن يعتنقوها في سنة كاملة، وعندما ظن البعض أنه قد تعب من ازدحام الجماهير، وعلي هذا الأساس صرفهم عنه، قال دون أي اضطراب أن عددهم ليس أكثر من عدد الشياطين الذين صارع معهم في الجبل!. وعندما كان منصرفاً. وكنا نحن نعد له الطريق، ووصلناه إلى البوابة، وصرخت امرأة من الخوف وقالت: “انتظر يا رجل الله، فإن ابنتي معذبة جدًا من شيطان، أتوسل إليك أن تنتظر لئلا أؤذى أنا أيضا نفسي من الركض”. ولما سمعها الشيخ. وسمع رجاءنا نحن أيضًا. أنتظر بكل ارتياح. وإذ اقتربت المرأة انطرحت الفتاة علي الأرض. ولكن لما صلي أنطونيوس ودعا اسم المسيح، قامت الفتاه صحيحة إذ خرج منها الروح النجس، وباركت الأم الله، وقدم الجميع الشكر. "وفرح أيضا أنطونيوس نفسه مرتحلا إلى الجبل، كأنه مرتحلا إلى بيته ووطنه"!. ♥️👑🍀📖 📚 كتاب (حياة انطونيوس) عن سيرة القديس الانبا أنطونيوس اب الرهبان للقديس البابا اثناسيوس الرسولي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حياة الانبا انطونيوس اب للرهبان |
عاش الانبا انطونيوس حياة الوحدة |
قصة حياة انبا انطونيوس |
الاستنارة في حياة القديس انطونيوس |
عظمه اتضاع الأنبا انطونيوس - قصص ومواقف حياة الانبا انطونيوس |