وأرى من الضروري الاشارة في هذه العجالة إلى موقف المسيح من الغنى ومن الفقراء وإلى المواقف التي اتخذها ضد كل مظاهر القهر والظلم والترف. أنّى لنا أن ننسى التطويبات ومثل لعازر والفقير، والغني الجاهل. فلم يكن تعليم المسيح كلاماً بل كان عملاً نبوياً. عمل أولاً ثم علّم، فكان مثال الفقير قبل أن يكون إلى جانب الفقير، وسار على خطاه سائر الرسل (يعقوب 4 /13).
وهكذا فهمت الكنيسة الأولى هذه الناحية في اختيار التجرد والتقشف والمساواة والعدالة الاجماعية ولنا في كتاب أعمال الرسل خير دليل على حياة المسيحيين المشتركة: "لا يقول أحد منهم أنه يملك شيئًا من أمواله بل كان كل شيء مشتركًا بينها... فلم يكن فيهم محتاج، لأن كل من يملك الحقول أو البيوت كان يبيعها ويأتي بثمن المبيع، فيلقيه عند أقدام الرسل، فيُعطى كل منهم على قدر احتياجه" (4 /32- 35).