متى تأتي عطية الصبر وسط الضيق ؟
١. على أن أفكر هكذا : إذا كنت أنت يا رب قد احتملت كل هذا لأجلي فلأحتمل معك يا رب لنكون شركاء ألم ، وشركاء الألم هم شركاء مجد ، فبعد أن انتهى عصر الاستشهاد بدأ عصر الرهبنة حبًا في مشاركة المسيح الألم.
٢. إذا فهمنا أن الله يستخدم الألم كأداة تطهير وإعداد للسماء سنفهم أن الألم هبة من الله لك ، فالألم هو أداة خير، هو أداه لخلاص النفس والشركة مع المسيح المتألم في الألم وفي المجد.
٣. على ألاّ تخرج كلمة تذمر من فمي ، على أن أصمت وأحتمل الألم دون كلمة تذمر ، بل شكر دائم ، فالألم علامة محبة من الله ، . ومن يفعل ذلك تنسكب العطية الإلهية وهي ((الصبر )) في داخله كنعمة إلهية .
إذا فهمنا كل هذا فلُنسَلِّم حياتنا لله ، أي لا نعترض على ما يسمح به وهنا تأتي نعمة الصبر، أن الله يعطي العزاء وسط الضيقة وبقدر الضيقة ، مثال الثلاث فتية في أتون النار فالله طريقته هي أن لا يخرجني من الضيقة ، بل يأتي ليحمل الصليب معي وتكون هذه هي التعزية ، وبهذا يعني ان الصبر والثبات والاحتمال راجع للتعزيات الإلهية ، والتعزيات الإلهية هي لمن يشكر الله ويطلب المعونة.
ومن يرى أولاد الله في تعزياتهم وسط الضيقات قد يقول : أنهم غير متألمين ، هذا لان أن المسيح يحمل معهم ، أو بالأحرى هو يحملهم ، إذًا هو قوة غير مرئية للآخرين ، لكن يشعر بها المؤمن الذي يتألم لكن بشكر، وهذا معنى "إحملوا نيري فهو هيِّن" (مت11: 30).