بشارة زكاريا بـيُوحَنَّا الْمَعْمَدَان
عندما حان موعد فرقة أبيا التي ينتسب إليها زكريا في خدمة الهيكل والتي تستمر وفق التقاليد المتوارثة من أيام سفر أخبار الأيام الأول لمدة أسبوعين، سافر زكريا نحو القدس؛ وهناك يجري الكهنة قرعة لمعرفة من يدخل إلى الهيكل ليقوم بحرق البخور فوقعت القرعة على زكريا، وهو الأمر الذي يمكن ألا يحدث ولا حتى مرة واحدة في حياة الكاهن،
أما حرق البخور فيتم في الغرفة الداخلية في الهيكل المعروفة باسم "القدس"، وبشكل عام فإن الهيكل مقسوم إلى ثلاث أقسام الأول للعامة والثاني هو "القدس" والذي يسمح للكاهن فقط دخوله، والثالث هو "قدس الأقداس" ولا يدخله إلى رئيس الكهنة ولمرة واحدة في العام يوم عيد الغفران، وكان البخور يحرق مرتين يوميًا كل صباح ومساء كما ذكر في مزامير داود، ويتزامن إحراق البخور مع رفع الناس لصلواتهم وطلباتهم إلى الله.وبينما كان زكريا يحرق البخور: "ظهر له ملاك من عند الرّب واقفًا عن يمين مذبح البخور".[لوقا 1] ويكشف إنجيل لوقا على لسان الملاك أنه جبرائيل، ووفق المعتقدات المسيحية هو نفسه الملاك الذي نقل بشارة حمل مريم العذراء، اما ردة فعل زكريا فقد كانت الخوف الشديد، لذلك طمأنه الملاك: "لا تخف يا زكريا، فإن طلبتك قد سُمعت، وزوجتك أليصابات ستلد لك ابنًا".[لوقا 1] ويذكر في العهد القديم عدة قصص مشابهة عن تبشير ملاكة بولادة شخص، فحصل ذلك مع شمشون الجباروالنبي إيليا؛ وكما حصل في بشارة يسوع اللاحقة فقد أخبر الملاك ما يجب أن يسمى به الطفل عندما يولد: "وأنت تسميه يوحنا".[لوقا 1\13] وتابع الملاك بأن مولد يوحنا سيسبب الفرح والابتهاج ليس فقط لأسرته بل "سيفرح الكثيرون بولادته"[لوقا 1\14] وذلك كما يقول الملاك في إنجيل لوقا لأنه سيكون ممتلئًا من الروح القدس، "منذ أن يكون في بطن أمه"، ولأنه "سيرد الكثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم"، ولأنه "سيكون له روح إيليا وقدرته" فيردّ "العصاة إلى حكمة الأبرار" وبالتالي فهو "عظيم أمام الرب" إذ "يهيئ له شعبًا معدًا". ولهذه المناسبة، وكما طلب سابقًا من شمشونوإيليا وغيرهما، فإن الطفل لن يشرب خمرًا ولا مسكرًا،[لوقا 1\18] ويعتبر ذلك جزءًا من عهد النذور التي يعلنها الشخص تجاه الله كما جاء في غير موضع من التوراة.