استجابة علي طريقة الله

[walaa farouk]

"اسألوا تعطوا" طول عمر الناس فاهماها انك تصلي و ربنا يحقق لك اللي طلبته بالضبط ..

ده مش دايما بيحصل ، مش مصدقني فكر معايا في المواقف دي ..

يوسف الصديق صلي لانقاذه من البير و لم تتحقق طلبته (راجع مزمور ١٠٥) ..
و الحقيقة ان الموضوع اتدهور ، و راح من البير للعبودية في بيت فوطيفار ثم الي السجن ظلما .
. و استمر الوضع متأزم حوالي ١٣ سنة .. و فين لما ربنا اظهر بره و ردله اعتباره ..

و ابراهيم ، صلي من أجل النسل من سارة ، و كان الطبيعي
أن ربنا يوافقه علي طول لكن سابه سنين و سنين لغاية ما عجز
و أصبحت خلفته مستحيلة (راجع تكوين ١٥) .. و فين بعد سنين طويلة لما منحه إسحق..

بولس برضه كان عنده مرض شديد (اجمع المفسرون انه في عينيه)
و طلب من الله الشفاء ، و كان برضه الطبيعي أن الله يستجيب له بالذات ليكمل خدمته بسهولة و يسر .
. هنا بقي الله سابه من غير اي استجابة (راجع ٢ كورنثس ١٢) ..

داود كمان طلب من الله انه ينجيه من شاول .. و اتفرج علي البهدلة
و محاولات القتل اللي شافها و هو هربان من بطشه سنين
و لم يرتاح فيهم و لا لحظة (راجع ١ صموئيل ١٨ حتي ٣٠) ..
و في الاخر ملك علي سبطين بس و لم يملك علي كل المملكة إلا بعدها بسنين تاني ..

في كل اللي فات هل ربنا كان عاجز عن الاستجابة الفورية للطلبات ؟؟
حاشا ..

كده بقي ايه معني "اسألوا تعطوا ، اطلبوا تجدوا" ؟؟

يعني فيه مرات ربنا ح يديك اللي طلبته ، اكيد ..

لكن فيه مرات اكتر بكتير، ربنا له حسبة تانية ، مرتبطة بتوبتك و نقاوتك و طهارتك و ايمانك
و خدمتك ووصولك للسما ..
ده بالنسبة لربنا اهم بكتير من مجرد استجابة لطلبة تراها انت مهمة ..

لكن الله يري بسابق حكمته أن تأجيل الاستجابة أو عدم الاستجابة ،
أو حتي تغييرها باستحابة بديلة، يؤدي لبركات لا تقاس بالاستجابة المباشرة ..

الاستجابة المباشرة تعالج "مشكلة واحدة" ، أما الاستجابة بالطريقة "الإلهية"
تعالج الانسان كله ، تعالج عِنده و كبرياؤه و تنزع منه أشواك الشر و تعده للرسالة
اللي تليق بفترة وجوده علي الارض ، و تجهزه لسفريته للابدية ..

نرجع العنوان : الاستجابة علي طريقة الله اروع من الاستجابة المتوقعة المحدودة لمشاكلك ..
الله يهتم اكيد باللي مضايقك و ح يحله لك ، لكن كمان سيبه يطبع فيك صورته
و يحقق فيك مشيئته باستحابات الصلاة اللي علي طريقته ..