رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حزقيال في السّبي كانت بابل في ذلك الحين في أوج عظمتها وتعاظم انتصارات نبوخذنصر. تبدّلت حالة اليهود في هذه الفترة. لكن بالمفهوم اليهوديّ لا شيء يحلّ محلّ الهيكل الذي فيه وحده تتمّ تقدمة الذّبائح، إذ اللاهوت اليهوديّ يتمحور حول الهيكل مِن ناحية العبادة والسّجود، ومِن ناحية التّطهير وطقوس التّوبة والعبادة.ففي أوّل الأمر أُعطيت لهم أرض غنيّة في تل أبيب ليست بعيدة عن العاصمة ودون أيّ قيود عليهم إن من النّاحية الدّينيّة أو المدنيّة، فكان بإمكان الأسباط والعائلات أن تجتمع معًا حسبما تريد ويقوم شيوخهم بالقضاء فيما بينهم، وكانت الدّولة تشجّعهم على التّجارة وتسمح لهم بامتلاك بيوت خاصّة، وكان البريد بينهم وبين أخوتهم في أورشليم متواصلًا لا ينقطع. في السّنة الرّابعة من السّبي زار صدقيّا ملك إسرائيل بابل وقد ازدحمت بابل ليروه قادمًا بمركبته، في السّنة الخامسة من السّبي (حوالي عام ٥٩٢ ق.م). قبل سقوط أورشليم في المرحلة التّالية من السّبي بسبع سنوات انفتحت السّماوات لأوّل مرّة أمام حزقيال، فرأى مركبة إلهيّة ناريّة كبدء انطلاقة لتسليم حزقيال العمل النبويّ الذي دام حوالي ٢٢ عامًا (٥٧٠-٥٩٢ ق.م.) وسط جوّ مليء بالخطايا. في السّنة السّادسة للسّبي سمع عن ارتباط الملك صدقيّا بفرعون مصر ضدّ نبوخذنصّر (١٧:١٥) فكتب له بضرورة الالتزام بالقَسَم الذي تعهّد به حتّى وإن قُدِّم إلى ملك وثنيّ فإنّه لا يليق أن يحنث به (١٧:١٨)، وإلا سقط تحت العقاب الإلهيّ. فأعلن أنّ مصير صدقيّا سيكون كمصير يهوآحاز الذي أخذه فرعون أسيرًا إلى مصر سنة ٦٠٨ ق.م. (١٩:٤) ويهوياكين الذي أسره الكلدانيّون (١٩:٩)، وإنّ أورشليم ستقاسي مصير أختها الكبرى السّامرة، وذلك بسبب خطاياها التي تفاقمت (٢٣:٥؛ ٢٣:١١). في السّنة الثّامنة للسّبي تولّى فرعون جديد الحكم فدفع صدقيّا دفعًا للثّورة ضدّ بابل في السّنة التّاسعة للسّبي. وفي السّنة العاشرة صارت أورشليم تحت حصار مُرّ فتحقّقت نبؤات إرميا وحزقيال وقد حدّد الأخير اليوم (٢٤:٢). في العام التّالي حاول صدقيّا الهرب ليلاً فقُبض عليه في أريحا وقُتل أولاده أمام عينيه ثم فقأوا عينيه واقتادوه إلى بابل مقيّدًا. لم يترك ملك بابل شيئًا في مدينة داود إلّا وخرّبه: القصر الملكيّ والهيكل. هرب البعض إلى مصر حاملين إرميا النبيّ وباروخ الكاتب بغير إرادتهما حيث رحّب فرعون بالشّعب. لم يفقد النبيّ رجاءه (٣٤:١١). فتح له الرّبّ رؤى جديدة لأورشليم جديدة وهيكلاٍ جديدًا وعبادةً جديدة. كان نبوخذنصر في قمّة مجده وعظمته وكان يهوياكين داخل السجن، لكنّ الخلاص والعودة إلى أورشليم لم يفارقا عيني النبيّ (٣٦:١١ ،٣٠،٢٩). فقد رأى الله يقيم الشّعب كما يقيم الأموات واهبًا العظام الجافّة روحًا وحياة (٣٧). قدَّم النبي صورة رائعة للإصلاح من جوانب متعدّدة منها: - الله يغفر الخطايا (٣٦:١١، ٢٩،١٥). - يعيد المملكتَين إلى وحدة كاملة. - يدين رعاة الشّعب الأنانيّين ويقوم بنفسه بالرّعاية (٣٤). - التنبؤ عن العصر المسيانيّ (34: 23) بالعودة الرّوحيّة من سبي الشّيطان والخطيئة (٣٦:٢٦). - جاءت الإصحاحات الأخيرة تمزج العمل الفنيّ لبناء الهيكل الجديد بالرّؤية النبويّة والعمل الكهنوتيّ. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|