رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قبل زمن بعيد وفي تاريخ ما قبل الميلاد ولدت طفلة في احد بيوت الناصرة لزوجين يدعيا يواكيم وحنه واسما صغيرتهم مريم. كانت الطفلة مريم تحمل في قلبها محبة كبيرة لله، ولطالما رغبت ان تطيع الله بكل قلبها. وكبرت هذه الطفلة وأصبحت فتاة جميلة بخضوعها لله وايضاً في هيأتها التي خلقها الله عليها. وعاشت مريم كل ايام حياتها في سبيل ان تعمل مشيئه الله في حياتها منذ نعومة أظافرها حتى يوم انتقالها الى الامجاد السماوية. هذه الفتاة هي ذاتها القديسة مريم العذراء، مريم ام يسوع مخلصنا، والتي اختارها الله من بين فتايات كثيرات لتحمل في أحشائها يسوع مخلص العالم، الذي أتى لكي ليخلص الانسان من خطاياه ويعطيه حياة جديدة، ويقول عنها الكتاب المقدس انها وجدت نعمة عند الله "لأنك قد وجدت نعمة عند الله" ( لوقا ١ : ٣٠ ) . ان القديسة مريم العذراء في حياتها مثال نقتدي به في حياتنا، لنحيا حياة ترضي وتسر قلب الله. فلو نظرنا الى حوار القديسة مريم مع الملاك ومع اليصابات سوف نجد العديد من الأمور التي يمكننا ان نعيشها لنحيا حياة الطهارة والقداسة ومنها : ١- الطاعة فقالت مريم: هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك ( لوقا ١ : ٣٨ ) تمثلت حياة القديسة مريم بالطاعة لله، فمجرد ان سمعت رسالة الله لها من خلال الملاك جبرائيل أجابت بالطاعة، لم ترفض ولم تفاوض بل أطاعت بالكامل خاضعة للامر السماوي في حياتها. ٢- الثقة بالله فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب( لوقا ١ : ٤٥ ) من هذه الاية نعلم مدى الثقة التي كانت تحملها القديسة مريم في الله. لم تكن طاعتها خارجيه بل كانت طاعة نابعه عن ثقة كاملة ان ما تكلم به الرب سوف يصنعه. ٣ - حياة التسبيح والفرح فقالت مريم: تعظم نفسي الرب ،وتبتهج روحي بالله مخلصي ( لوقا ١ : ٤٦ - ٤٧ ) لقد كانت القديسة مريم تعيش ايضا حياة التسبيح المستمر، حياة الحمد، حياة الشكر ، لم يكن فرحها متكلا على بشر، لم تكن ساعدتها وابتهاجها مبنيا على أمور عالميه بل نجدها تهتف " تبتهج روحي بالله مخلصي" لقد ادركت القديسة بالكامل ان الله هو مخلصها وهو سر فرحها. ٤- التواضع لأنه نظر إلى اتضاع أمته. فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني ( لوقا ١ : ٤٨ ) لم يكن تطويب القديسة مريم العذراء أمرا بشريا بل كان بمرسوم الهي سماوي اكراما لتواضعها، لقد عاشت مريم العذراء حياتها في تواضع، مبتعدة عن كل تكبر وكل ارتفاع، لذلك أرسل له الله في كلماته لها " سلام لك أيتها المنعم عليها الرب معك. مباركة أنت في النساء" ( لوقا ١ : ٢٨ ) اخوتي يا ليتنا نتمثل في حياة هذه القديسة، التي عاشت حياتها في سبيل تحقيق مشيئه الله، يا ليتنا ننظر الى مقدار طاعتها التي نراها تحت خشبة الصليب حين صمتت أمام تحقيق نبوات صلب المسيح لأجلنا، واثقة ان من حبلت به قد أتى لهذا وهو اليوم يتم. حياة القديسة مريم هي من اعظم الأمثلة التي يمكننا ان نقتدي بها لنحيا حياة ترضي وتسر قلب الله، وبالحقيقة لقد كانت القديسة مريم العذراء امرأة بحسب قلب الله. عاشت الحياة في سبيل الرب وليس في سبيل نفسها. وهي قديسة ومطوبة ليس من كلام بشري بل من الله الذي عاشت لاجله فاكرمها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|