رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذي يدين غيره ، قد يعامله الناس بالمثل . كما قيل في المثل "من غربل الناس نخلوه". فكثيراً ما يحدث للذي يعيب غيره ، أن يرد عليه بالمثل. وكما كشف ضعفات غيره، يكشف هذا الغير ضعفاته مدافعاً بأن الكل تحت الضعف: الذي يدين كالذي يدان منه. إذن أنت إن دنت غيرك، تتعرض لكشف ضعفاتك. إما أن يكشفها من تسئ إليه، أو يكشفها أصدقاؤه واحباؤه وكل المدافعين عنه. أو تنكشف ضعفاتك بأي سبب، بسماح من الله، حتي لا تعود تجلس في منصة القضاء تدين غيرك ، كأنك بلا عيب. انظر ماذا قال الرب للذين دانوا المرأة الخاطئة المضبوطة في ذات الفعل .. قال لهم:. "من كان منكم بلا خطية، فليرميها أولاً بحجر" (يو8: 7). وورد في معاملة الرب لأولئك القساة الديانين أنه: "أنحني إلي أسفل، وكان يكتب علي الأرض" وقيل في التفسير إنه كان يكتب لكل واحد منهم خطيته لذلك ورد بعدها " وأما هم فلما سمعوا، وكانت ضمائرهم تبكتهم، خرجوا واحداً فواجداً مبتدئين من الشيوخ إلي الآخرين" (يو8: 8 ، 9) . لذلك لما سمعوا عبارة "من كان منكم بلا خطية فليقذفها أولاً بحجر".. وكأن الرب يقول لهم: بدلاً من أن تنظروا إلي خطية المرأة، انظروا إلي خطاياكم . مع أن المرأة كانت خاطئة فعلاً، وهم لم يظلموها ولم يدعوا عليها إدعاءات باطلة لأنها "أمسكت في الخطية" أمسكت وهي تزني في ذات الفعل. ولكن السيد المسيح أراد لهؤلاء أن ينظروا إلي خطاياهم، وليس إلي خطية غيرهم. الله هو وحده الديان، أيضاً لأنه هو وحده القدوس (رؤ15: 4). أما باقي البشر، فينطبق عليهم المثل القائل: "من كان بيته من زجاج، فلا يقذف الناس بالحجارة". ليتك تذكر نفسك بهذا المثل، حتي لا يتهشم بيتك .. ارحم إذن مادمت محتاجاً إلي الرحمة. واستر علي غيرك، مادمت محتاجاً إلي الستر. وبالكيل الذي تريد أن يكال به لك، يمكنك أن تكيل لغيرك. أتريد ستراً، إذن استر. أتريد أن خطاياك تظل مخفاة لا يعرف بها أحد، إذن اعمل المثل، وأترك خطايا غيرك مستورة لا يعلم بها أحد ... (البابا شنودة الثالث) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|