رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يشوع في مواجهة الخطية آمن يشوع بالرب وسلك أمينا معه، وكان موقفه صارما ضد الخطية، فحرم ما حرمه الله، وعاش حياة تمجد هذا الإله القدوس، لقد نجح يشوع في تطهير الشعب وقيادته بعيدا عن العبادة النجسة وعن التدين الظاهري، وعندما كان يكتشف أثرا للخطية أو وجودها، لم يكن يسترح حتى يتخلص من موضع الداء ويطهر الشعب من هذا المرض اللعين. وكانت حادثة الهزيمة أمام عاي، التي كشفت عن صلابة يشوع في مواجهة الخطيئة، فوسط مسيرة النجاح التي حظي بها يشوع في قيادة شعب الرب، كانت عاي تلك البلدة الصغيرة التي انكسر وانهزم أمامها رجل الانتصارات، يشوع،لم تكن عاي مدينة كبيرة، ولا ذات جيش قوي، وكان الحرب معها بمثابة نزهه متوقع فيه الانتصار السهل، فلم يعبأ رجال يشوع بهذه البلدة، بل حين أرسل يشوع رجالا ليتجسسوا عاي، "رجِعوا إِلى يشوع وقالوا له لا يصعد كل الشعبِ بل يصعد نحو ألفيِ رجل أو ثلاثةِ آلاف رجل ويضرِبوا عاي لا تكلِف كل الشعبِ إِلى هناك لأِنهم قلِيلون" (يشوع 7: 3). وحدث أن الذين أرسلوا لحرب عاي أنهم انهزموا شر هزيمة، وذاب قلب الشعب وصار كالماء، فما حدث كان صعب التصديق. لكن يشوع لم يفشل بل أتي في صـراع مع الله ليكشف له سر الهزيمة المرة، فنراه باكيا مصليا أمام الله، وكأنه يقول لله " آه يارب، ماذا حدث ؟ أنت الذي وعدتنا بالنصرة، وأنت الذي قدتنا من مصر وعبرت بنا الأردن، أنت الذي سحقت أمامنا أسوار أريحا، فلماذا هذه الهزيمة إذا ؟." وسرعان ما كشف الرب ليشوع سر الهزيمة، يقول الكتاب المقدس "فقال الرب ليشوع قم لمِاذا أنت ساقِط على وجهِك؟ قد أخطأ إِسرائِيل بل تعدوا عهدِي الذي أمرتهم بِهِ بل اخذوا مِن الحرامِ بل سرقوا بل أنكروا بل وضعوا فيِ أمتِعتِهِم ..قم قدس الشعبِ وقل تقدسوا لِلغدِ لأنه هكذا قال الرب اِله إِسرائِيل فيِ وسطك حرام يا إِسرائِيل فلا تتمكن لِلثِبوتِ أمام أعدائِك حتى تنزِعوا الحرام مِن وسطِكم ..فأجاب عخان يشوع وقال حقا إِنيِ قد أخطأت إِليِ الرب اِله إِسرائِيل وصنعت كذا وكذا رأيت فيِ الغنِيمةِ رِداء شِنعارِيا نفِيسا ومِئتي شاقِل فِضة ولِسان ذهب وزِنه خمسون شاقلا فأشتهيتها وأخذتها وها هي مطمورة في الأرضِ فيِ وسطِ خيمتي والفِضة تحتها .. فقال يشوع كيف كدرتنا؟ يكدرك الرب فيِ هذا اليومِ فرجمه جميِع إِسرائِيل بِالحِجارةِ وأحرقوهم بِالنارِ ورموهم بِالحِجارةِ وأقاموا فوقه رجمة حِجارة عظِيمة إِلي هذا اليومِ فرجِع الرب عن حمو غضبِه ولِذلِك دعِي اسم ذلِك المكانِ وادِي عخور إِلي هذا اليومِ" (يشوع 7: 10-11 ، 13، 20 - 21 ، 24-26). وهكذا تخلص يشوع بلا مهادنة من الخطية الموجودة وسط الشعب، خطية العصيان والطمع والسرقة واشتهاء الأشياء الممنوعة، خطية عصيان كلمة الله والتعدي علي الناموس، واشتهاء ما ليس لهم، وجاء أمر الرب بإزالة الخطية، وحرقها وتحطيمها. عاش يشوع حياة الطهارة والنقاء والنصرة، عرف كيف يحفظ نفسه بعيدا عن عبادة الأصنام، وكانت وصيته قبل موته لشعبه هي "اخشوا الرب واعبدوه بِكمال وأمانة وانزعوا الآلهِة الذين عبدهم آباؤكم فيِ عبرِ النهرِ وفيِ مِصِر واعبدوا الرب" أما عن نفسه فلم يكن أمامه سوى الله الذي سار معه منذ كان شابا فعبده وكان مثلا في بيته فحق له أن يقول "أما أنا وبيتيِ فنعبد الرب" (يشوع 24 : 14- 15 ). كانت ثقة يشوع في إلهه وإيمانه المطلق به، وعبادته لهذا الإله بالأمانة والحق، وعدم مهادنته للخطية بشتى صورها، هي المفتاح الذي قهر به يشوع أعدائه، ورأى به اندحار الطبيعة وخضوعها لهذا الإله الحي. وبعد مئة وعشر سنين من العمر الذي يشهد لها البطل، مات يشوع ودفن في تمنة سارح التي في جبل أفرايم شمالي جبل جاعش. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يسوع القوي يمنحنا القوة في مواجهة التجارب |
لقد ناب عنا الرب يسوع المسيح في مواجهة الدينونة |
مواجهة يسوع للشيطان |
الإيمان ثابتاً في مواجهة الموت على مثال يسوع |
يشوع في مواجهة الخطية |