حكاية القديستين أدروسيس ويوأنا
وكانت أدروسيس ابنة الملك الوثني أدريانوس ( 117 138م )
ولشدة محبته لابنته بنى لها قصرًا خاصًا سكنت فيه
أما هي فكانت تفكر في زوال هذا العالم،
وتطلب نهارًا وليلًا الاهتداء للطريق المستقيم
المؤدى إلى الحياة الأبدية السعيدة الدائمة
فرأت في رؤيا الليل من يقول لها
"استحضري يوأنا العذراء ابنة لوسفرون،
وهي تعلمك الطريق لله ".
فلما استيقظت ابتهجت كثيرًا، وأرسلت إلى يوأنا،
فأتت إليها وقابلتها بفرح وطلبت منها أن ترشدها إلى طريق الله الحقيقي.
وقصَّت عليها في الحال قصة تجسد السيد المسيح وميلاده وصلبه وقيامته
مبتدئة من خلقة آدم وخروجه من الفردوس،
وتسلط الشيطان على العالم، والفداء الذي أتمه الرب على الصليب،
وأعلمتها بالوعود السمائية التي وعد بها الله الذين يؤمنون به
ويتعبون لأجل اسمه فآمنت الأميرة بالسيد المسيح،
وبدأت تمارس العبادة المسيحية دون علم والدها.
لما أراد الملك تزويج ابنته أدروسيس أمرها
أن تبخر للأوثان قبل الزفاف حسب عادة الوثنيين،
فرفضت وقالت له " كيف تترك إله السماء وتعبد هذه الأوثان النجسة،
ارجع يا أبى إلى الله الذي خلقك وحياتك في يديه ".
فلما سمع الملك هذا الكلام غضب جدًا،
وسأل عن سبب هذا التحوُّل في حياتها،
فعرف أن يوأنا هي التي غيرت فكرها وجذبتها إلى المسيحية فأمر في الحال بإحراقهما معًا.
وصلَّت القديستان في النار ثم رحلوا عن عالمنا بسلام
وبعد أن أُخمدت النيران وجد المؤمنون جسديهما متلاصقين،
ولم يتغيرا في شيء، ف
احتفظوا بهما ولما انقضى زمان الاضطهاد بنوا عليهما كنيسة عظيمة.