نخاف الناس بنسبة أكبر من احترامنا وإجلالنا لله

[Mary Naeem]

أَنَا دَفَعْتُ مَبْلَغًا كَبيرًا مِنَ الـمَالِ لأَحْصَلَ عَلى الـجِنْسِيَّةِ الرُّومَانِيَّة!

الجمعة العاشر من زمن العنصرة
ثُمَّ رَجَعْتُ إِلى أُورَشَليم. وبَيْنَما كُنْتُ أُصَلِّي في الـهَيْكَل، حَدَثَ ليَ انْخِطَاف. ورَأَيْتُ الرَّبَّ يَقُولُ لي: عَجِّلْ وَاخْرُجْ مِنْ أُورَشَليم، لأَنَّهُم لَنْ يَقْبَلُوا شَهَادَتَكَ لي. فقُلْتُ: يَا رَبّ، هُم يَعْلَمُونَ أَنِّي كُنْتُ أَدْخُلُ الـمَجَامِع، وأَعْتَقِلُ الـمُؤْمِنين، وأَجْلِدُهُم. وَحِينَ سُفِكَ دَمُ شَهيدِكَ إِسْطِفَانُس، كُنْتُ حَاضِرًا أَنَا أَيْضًا، ومُوافِقًا عَلى قَتْلِهِ، وحَارِسًا لِثِيَابِ قَاتِلِيهِ. فقَالَ لي: إِذْهَبْ، فإِنِّي سَأُرْسِلُكَ بَعيدًا إِلى الأُمَم”. وكانَ اليَهُودُ يُصْغُونَ إِلى بُولُس، حتَّى قَالَ هـذِهِ الكَلِمَة. فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُم قائِلين: “أَزِيلُوا هـذَا الرَّجُلَ عَنْ وَجْهِ الأَرْض، فهُوَ لا يَسْتَحِقُّ أَنْ يَحْيَا!”. وأَخَذُوا يَصِيحُون، وَيَطْرَحُونَ مَعَاطِفَهُم، وَيَذُرُّونَ الغُبَارَ في الـهَوَاء. فأَمَرَ قَائِدُ الأَلْفِ أَنْ يَسُوقُوا بُولُسَ إِلى القَلْعَة، ويَسْتَجْوِبُوهُ تَحْتَ الضَّرْب، لِيَعْلَمَ مِنْهُ لأَيِّ سَبَبٍ كَانَ اليَهُودُ يَصِيحُونَ عَلَيْهِ هـكَذَا. ولَمَّا مَدَّدُوا بُولُسَ لِيَجْلِدُوه، قَالَ لِقائِدِ الـمِئَة: “هَلْ يَجُوزُ لَكُم أَنْ تَجْلِدُوا رَجُلاً رُومَانِيًّا غَيْرَ مَحْكُومٍ عَلَيْه؟”. ولَمَّا سَمِعَ قَائِدُ الـمِئَةِ هـذَا الكَلام، ذَهَبَ إِلى قَائِدِ الأَلْفِ وأَخْبَرَهُ قَائِلاً: “مَا عَسَاكَ تَفْعَل؟ فإِنَّ هـذَا الرَّجُلَ رُومَانِيّ!”. فجَاءَ قَائِدُ الأَلْفِ إِلى بُولُسَ وقَالَ لَهُ: “قُلْ لي، هَلْ أَنْتَ رُومَانيّ؟”. فقَال: “نَعَم!”. فأَجَابَ قائِدُ الأَلْف: “أَنَا دَفَعْتُ مَبْلَغًا كَبيرًا مِنَ الـمَالِ لأَحْصَلَ عَلى الـجِنْسِيَّةِ الرُّومَانِيَّة!”. فقَالَ بُولُس: “أَمَّا أَنَا فقَدْ وُلِدْتُ فِيهَا!”. وَلِلحَالِ ابْتَعَدَ عَنْهُ الَّذِينَ كَانُوا يَهُمُّونَ بِاسْتِجْوَابِهِ. أَمَّا قَائِدُ الأَلْفِ فَخَاف، إِذْ عَلِمَ أَنَّ بُولُسَ رُومَانِيّ، ولأَنَّهُ قَيَّدَهُ بِالسَّلاسِل.
قراءات النّهار: أعمال 22: 17-29 / لوقا 12: 6-9
التأمّل:
من المفارقات ألمقيتة أن نخاف الناس بنسبة أكبر من احترامنا وإجلالنا لله!
هذا ما نراه في نصّ اليوم حيث يظهر خوف القائد الرّوماني من القانون أكبر بكثير من خوفه من جلد رجلٍ قد يكون مظلوماً أو متهوماً زوراً!
تدفعنا هذه الآيات إلى إعادة تقييم علاقتنا مع النّاس على ضوء علاقتنا بالله وليس العكس وهو ما قد يعيننا على الشهادة بصدق للربّ في كلّ حين!