في كُلِّ مَدِينَةٍ بَشَّرْنَا فِيها بَكَلِمَةِ الرَّبّ
الاثنين الثامن من زمن العنصرة
وبَعْدَ أَيَّام، قَالَ بُولُسُ لِبَرْنَابَا: “لِنَرْجِعْ ونَتَفَقَّدِ الإِخوَةَ في كُلِّ مَدِينَةٍ بَشَّرْنَا فِيها بَكَلِمَةِ الرَّبّ، ونَرَ كَيْفَ أَحْوَالُهُم”. وكَانَ بَرْنَابَا يُرِيدُ أَنْ يَسْتَصْحِبَ يُوحَنَّا الـمَدْعُوَّ مَرْقُس. أَمَّا بُولُسُ فلَمْ يَكُنْ يَسْتَحْسِنُ أَنْ يَصْحَبَهُ رَجُلٌ فَارَقَهُما في بَمْفِيلِيَة، ولَمْ يُرافِقْهُمَا لِلْعَمَل. وتَفَاقَمَ الـخِلافُ بَيْنَهُما حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُما الآخَر. فَاسْتَصْحَبَ بَرْنَابَا مَرْقُسَ وأَبْحَرَ إِلى قُبْرُس. أمَّا بُولُسُ فَاخْتَارَ سِيلا ومَضَى، بَعْدَمَا اسْتَودَعَهُ الإِخْوَةُ لِنِعْمَةِ الرَّبّ. فَاجْتازَ سُورِيَّا وقِيلِيقِيةَ يُشّدِّدُ الكَنائِس. ووَصَلَ إِلى دِرْبَةَ ولِسْترَة، فإِذَا بِتِلْمِيذٍ كَانَ هُنَاك، اسْمُهُ طِيمُوتَاوُس، ابْنُ امْرَأَةٍ يَهُوديَّةٍ مُؤْمِنَة، وأَبٍ يُونَانِيّ. وكانَ الإِخوَةُ في لِسْترَةَ وإِيقُونِيَةَ يَشْهَدُونَ لهُ. فأَرادَ بُولُسُ أَنْ يَصْحَبَهُ في التَّبْشِير، فَأَخَذَهُ وخَتَنَهُ، مُرَاعَاةً لِلْيَهُودِ الَّذِينَ في تِلْكَ الدِّيَار، وقَدْ كَانُوا كُلُّهُم يَعْلَمُونَ أَنَّ أَبَاهُ يُونَانِيّ. واجْتازُوا بِلادَ فِرِيْجِيَةَ وغَلاطِيَة، لأَنَّ الرُّوحَ القُدُسَ مَنَعَهُمْ منَ التَّبْشِيرِ بالكَلِمَةِ في آسِيَا. ولَمَّا وصَلُوا إِلى نَوَاحي مِيسِيَة، حاوَلُوا أَنْ يَدْخُلُوا بِيتِينِيَة، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُم بِذلِكَ رُوحُ يَسُوع. فَاجْتَازُوا مِيسِيَة، ونَزَلُوا إِلى تُرْوَاس. وتَرَاءَتْ لِبُولُسَ في اللَّيْلِ رُؤْيَا، رَجُلٌ مَقْدُونِيٌّ وَاقِفٌ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ ويَقُول: “أُعْبُرْ إِلى مَقْدُونِيَة، وأَغِثْنَا!”. ولَمَّا رَأَى الرُّؤْيَا، عَزَمْنَا حَالاً أَنْ نَخْرُجَ إِلى مَقْدُونِيَة، مُوقِنِينَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَانَا لِنُبَشِّرَهُم.
قراءات النّهار: أعمال الرّسل 15: 36-41، 16: 1-3 و6-10 / لوقا 11: 1-4
التأمّل:
يبيّن لنا هذا النصّ أمرين مهمّين:
•الأوّل هو أهميّة استمرار الرّسالة ولو مع أشخاصٍ مختلفين أو بأساليب مختلفة كما حصل مع بولس وبرنابا.
•الثاني هو أنّ عمق علاقتنا مع الله يحدّد لنا قدراتنا على الإصغاء لوحيه ولصوته في قلوبنا فنقوم بما يريد ونحقّق مشيئته في حياتنا!
هذان الأمران يجعلان رسالتنا أكثر رسوخاً ويجعلان مسيحيّتنا أكثر جذريّة ومصداقيّة!