رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«كَانَتِ الْمَرْأَةُ جَيِّدَةَ الْفَهْمِ وَجَمِيلَةَ الصُّورَةِ» ( 1صموئيل 25: 3 ) تنازل الله في رحمته ومنع عبده داود من الانتقام لذاته، الأمر الذي كان سيندم عليه بعد ذلك طوال حياته. وكانت الأداة التي اختارها الله ليستخدمها في ذلك هي أبيجايل، امرأة نابال. ولقد تصرَّفت أبيجايل بطريقة جميلة، وألمعت حقائق ثمينة . إنها لم تتشاور مع رَجُلها السكران فيما ينبغي عمله، بل أخذت طلبات داود وأحضرتها إليه بسرعة. وعندما قابلته فإنها أخذت موقف السائل، واعترفت بالخطأ كما لو كانت هي التي ارتكبته. ولقد أقرَّت بأن زوجها أحمق كمعنى اسمه، وأنه تصرَّف بحماقة كما هي عادته ، وأظهر أنانية ناسيًا طلبات إنسان أحسن إليه. وباعترافها التمست مراحم داود «اصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ أَمَتِكَ» (ع28). وبرقَّة فائقة ذكَّرت داود بالخطر الذي انزلق إليه؛ السعي للانتقام، ثم تطلَّعت إلى الأمام، ورأت وقت مُلك داود العتيد، فّذكَّرته بأنه عندما يحين وقت المُلك سيندم على دم قد سفكه بغية الانتقام إذا فعل ما انتواه. لقد أدركت أن الرب سيبني له بيتًا على عكس بيتي شاول ونابال المتزعزين . وقد اعترفت بأنه لم يستخدم قوَّته إلا في محاربة حروب الرب، وأكدت براءته من كل التهم التي نُسبت إليه. وقد وصفت مسلك شاول الشائن بالخاطئ «قَامَ رَجُلٌ لِيُطَارِدَكَ وَيَطْلُبَ نَفْسَكَ» (ع29). وفي مواجهة كل الأخطار التي يتعرَّض لها أوضحت أن نفسه «لِتَكُنْ مَحْزُومَةً فِي حُزْمَةِ الْحَيَاةِ» مَعَ الرَّبِّ إِلَهِه، وأما نفس أعدائه «فَلْيَرْمِ بِهَا كَمَا مِنْ وَسَطِ كَفَّةِ الْمِقْلاَعِ»، بعيدًا عن الحضـرة المُقدَّسة (ع29). وهنا نجد تلميحًا لنُصـرة داود على جليات. إن تصـرُّفها جاء على النقيض من إهانة نابال، وهو يُذكِّرنا باعتراف اللص على الصليب، الذي وبَّخ اللص رفيقه، مُعترفًا أن هذا الإنسان لم يفعل شيئًا ليس في محلِّه، ثم ألقى بنفسه على رحمة الرب عندما يأتي إلى ملكوته. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أبيجايل ... كانت المرأة جيدة الفهم |
هذه المرأة جيدة الفهم |
أبيجايل ... جيدة الفهم |
أبيجايل جيدة الفهم |
كل حديث مُعرض لسوء الفهم |