رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فجأة وجدتُ الباب يُفتح بقوة، وهم يدخلون دخول الفاتحين بهالات قداستهم التي طالما رسموها حولهم... أمسكوني كأنهم وجدوا كنزاً، ولكن كنزهم كان عاري!! جرّوني بحماسة غريبة!! أنا في حالتي المخزية تلك، وهم يصيحون صيحات نصرة لا أفهمها... وأثناء سيرهم كانوا يميلون إلى الطريق لالتقاط ما تطوله أيديهم من حجارة... وهنا بدأت أستوعب مصيري وما ستؤول إليه خاتمة قصتي الحزينة! لم أدرك لماذا كانوا يسوقوني في تلك الطرقات المؤدّية للهيكل إلا بعدما وصل موكب مهانتي إلى هناك ورأيته ، إذ كان جالساً يعلّم.. وعندما أوقفوني في وسط مسرح السخرية والذلّ هذا، تنهشني عيونهم النهمة والمتسترة بستار التدين المهترئ، سمعتهم يقولون: «يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ، وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» انتظرت في موقعي هذا تحت الأرجل، لا أرى إلا رجليه، فكيف أقدر أن أرفع عيني لأرى ملامح وجهه أثناء نطقه بحكم رجمي!! انتظرت وكل خلية في جسدي تتوقع انهيار سيل الحجارة من أيديهم عليها، لكن لم يصلني إلا الصمت!! والذي حدث كان أعجب من العجب!! فمتى رأينا قاضياً ينحني إلى أسفل ليكون على نفس المستوى مع المتهم المدان؟! وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ!» ثُمَّ انْحَنَى أَيْضًا إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. الآن أستطيع أن أرى ملامحه إذ أصبح على مستوى نظري.. توقعت نظرة قاسية من الطاهر الحقيقي، فإن كانوا هم -مع كل خطاياهم غير المفضوحة- فعلوا هذا بي، فماذا سيفعل هو وهو القدوس الذي لم يعرف خطية واحدة؟! سمعت وقع أقدامهم المنسحبة في هدوء من كبيرهم لصغيرهم، وبقي وحده معي، ويا له من بقاء! عندها انتصب رافعاً إياي معه... وبعدما تأكّد من مغادرتهم كلهم وباحترام لم أعرفه، له طعم لم أذقه أبداً طوال حياتي، قال لي: «يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟» فجاوبته: «لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!» نعم هو السيد لأنه امتلك قلبي وكياني من تلك اللحظة، فالوحيد الذي يحق له إدانتي قال لي: «وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا». |
20 - 06 - 2020, 11:36 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هو الوحيد الذي يحق له ادانتي ولكنه لم يفعل
موضوع مميز ربنا يباركك |
||||
20 - 06 - 2020, 07:20 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: هو الوحيد الذي يحق له ادانتي ولكنه لم يفعل
ميرسى على مرورك الغالى |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|