رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة كرستينا من بولسينا العذراء الشهيدة St. Christina of Bolsena Virgin and Martyr (عيدها 15 ديسمبر) (هي ليست القديسة الشرقية الشهيدة "كرستينا من صور" وهي أيضاً من شهداء الكنيسة الأولى). ولدت "كرستينا" في القرن الثالث الميلادي (غير معروف تاريخ ميلادها على وجه التحديد)، لعائلة ثرية حاكمة، فوالدها هو "أروبانوس" الحاكم الروماني لمدينة توسكانا (تقع في إيطاليا). في مراهقتها كانت الفتاة جميلة بشكل استثنائي، وأراد الكثيرون الزواج منها. لكن والدها تصور أنه يجب أن يهب ابنته لتصبح كاهنة وثنية، ولتتشبع بالإيمان الوثني وتبتعد عن جاذبية الإيمان بيسوع الناصري الذي كان آخذاً في الانتشار رغم كل التضييق والتنكيل بالمؤمنين. ولهذه الغاية وضعها في قصر خاص حيث أقام العديد من الأوثان الذهبية والفضية بمختلف الأحجام، وأمر ابنته برفع البخور أمامهم، كما عيّن لها كاهنين ليساعداها ويعلمانها مبادئ الديانة الوثنية وأسماء الآلهة وكيفية التعبد لهم. لم تكن تعي الفتاة الصغيرة معنى حقيقي للوثنية كديانة، وقد تشككت كثيراً بها، لكنها حبيسة أسوار ذلك المكان، ولا تعرف شيء سوى ما علمها إياه والدها. وفي يوم زارها ملاك الرب، وأرشدها إلى من يمكنها من خلالهم معرفة الإيمان الحقيقي (المسيحين الذين يعتقلهم ويعذبهم والدها)، وقد دعاها منذ زيارته لها بسم "عروس المسيح"، وأنبأها عن معاناتها المستقبلية في سبيل هذا الإيمان. قررت كريستينا أن تذهب مع والدها لتعرف غاية الإيمان المسيحي من خلال التحقيق مع المعذبين، وبالطبع لم تُصارح والدها بسبب رغبتها في الذهاب معه إلى مقر الحكم. سمعت إيمان المسيحيين وشهاداتهم ولمست إصرارهم الشديد على عدم فقد الإيمان مهما كانت العذابات، فآمنت بالمسيح، ولدى عودتها لقصرها الشبيه بالمعبد، اهتدت لفكرة التخلص من الأصنام الكبيرة بتحطيمها، أما الصغيرة المصنوعة من الذهب والفضة، فقد كانت تقذف بها من النافذة لفقراء المدينة لكي يقتاتوا بثمنها. عاد الوالد يعرف من الخدم ماذا حدث بمعبد ابنته، فأخبروه بما فعلت بينما ظلت هي صامتة لا تدافع عن نفسها. صبّ عليها والدها جام غضبه وأخذ يعذبها بكل طرق التعذيب الممكنة لإثنائها عن الإيمان المسيحي، حيث حاول إغراقها في بحيرة بولسينا (مدينة في وسط إيطاليا أصبحت شهيرة بالانتساب إليها)، ولما نجت من الغرق بدأ يلبسها نعال مثبت عليها مسامير ويأمرها بالمشي بها لساعات طويلة، ثم حبسها في زنزانة مليئة بالثعابين لكنها لم تصيبها بسوء، وتعذيبها بالكي بالنار، والرمي بالسهام في أماكن غير قاتلة من جسدها حتى تتعذب وتنزف دون أن تموت. توفيَ الوالد بعد أن نكّل بإبنته، فتولى خليفته الحاكم "ديونسيوس" مهمة سؤالها للمرة الأخيرة عن إيمانها، وهل أنكرت المسيح أم مازالت على عنادها، فقالت "أنا مسيحية". حينها أمر الوالي الجديد بإعدامها بقطع الرأس، واستشهدت في نهايات القرن الثالث الميلادي في مدينة بوليسنا. [يعتقد بعض المؤرخين أن الشهيدة كانت تحمل اسماً آخر بالميلاد، لكن اسم "كرستينا" ويعني "مسيحية" كان شهرة لها لأنها قالت قبل استشهادها "أنا مسيحية"]. وُجِدت رفات القديسة في مدافن مدينة بولسينا الأثرية، وبالقرب منها لوحة من الفسيفساء عليها صورة لفتاة ترتدي إكليل الغار (رمزاً للاستشهاد) ومكتوب من اسفل باللاتينية "القديسة كرستينا". مزارها الرئيسي الذي يحوي زخائرها المباركة، هو بازيليكا القديسة كرستينا بمدينة بولسينا، والجدير بالذكر أن هذه البازيليكا هي التي شهد مذبحها الرئيسي إحدى أشهر معجزات الإفخارستيا الموثقة والتي حدثت في منتصف القرن الثالث عشر ومازالت آثارها باقية حتى اليوم، وقد كانت من أهم ما دفع الكنيسة لإعلان عيد الجسد الأقدس كعيد رسمي بالكنيسة الجامعة. التعديل الأخير تم بواسطة walaa farouk ; 20 - 06 - 2020 الساعة 12:58 AM |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|