يعلن الله في الكتاب المقدس، في سفر أشعياء النبي 46: 9-11 أنه سبحانه وتعالى خارج إطار الزمن: "أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي. مخبر منذ البدء بالأخير ومنذ القديم بما لم يفعل قائلاً رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي...قد تكلمت فأجريه. قضيت فأفعله".
وعند امتحان أي نص مقدس يجب أن نتساءل أولاً: "ما هو البرهان على قدسية هذا النص؟" هل الكلمات هي البرهان؟ بالطبع لا، فأي نص يمكن أن يشار إليه بوصفه الحق. هل المعتقدات هي البرهان؟ يمكن التأثير على معتقدات البشر وحقن عقولهم بأي نوع من العقائد بالترغيب والترهيب. إلا أنه إذا كانت هناك نبوة تتحدث عن شيء سيحدث في المستقبل بكل دقة ووضوح، فعندما يتم هذا الحدث تاريخياً بحذافيره، فإن ذلك يكون دليلاً واضحاً أن هذه النبوة من الله. فكر في هذا الأمر، فلو أن هناك وسيلة قاطعة للتنبؤ الدقيق بالمستقبل دون الاعتماد على الله، لما كانت هناك أندية للقمار أو ألعاب اللوترية (اليانصيب) وغيرها. فالله وحده له القدرة على معرفة المستقبل تماما.
لذلك عند تحليل أي كتاب منسوب إلى الله بوصفه "موحى به من الله" يجب أن يكون السؤال الأول هو: "ما هو البرهان على أن هذا الكلام هو من وحي إلهي أو نبوة؟" يجب أن ننظر أولاً إلى نبوات الكتاب المقدس التي تحققت بحذافيرها تاريخياً. فالكتاب المقدس يحوي مئات النبوات التي كُتبت قبل وقت تحقيقها بزمن طويل، فالله هو الوحيد القادر على كتابة التاريخ مقدماً!