رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هُوَ رُوحُ ٱلحَقِّ الَّذي لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ انجيل اقديس يوحنا ١٤ / ١٥ – ٢٠ قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «إِنْ تُحِبُّونِي تَحْفَظُوا وَصَايَاي. وأَنَا أَسْأَلُ الآبَ فَيُعْطِيكُم بَرَقلِيطًا آخَرَ مُؤَيِّدًا يَكُونُ مَعَكُم إِلى الأَبَد. هُوَ رُوحُ ٱلحَقِّ الَّذي لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لا يَرَاه، ولا يَعْرِفُهُ. أَمَّا أَنْتُم فَتَعْرِفُونَهُ، لأَنَّهُ مُقيمٌ عِنْدَكُم، وهُوَ فِيكُم. لَنْ أَتْرُكَكُم يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُم. عَمَّا قَلِيلٍ لَنْ يَرانِيَ العَالَم، أَمَّا أَنْتُم فَتَرَونَنِي، لأَنِّي أَنَا حَيٌّ وأَنْتُم سَتَحْيَون. في ذلِكَ اليَومِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا في أَبِي، وأَنْتُم فِيَّ، وأَنَا فيكُم. التأمل: “هُوَ رُوحُ ٱلحَقِّ الَّذي لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ…” أيها الروح القدس، البارقليط، المعزّي، الناطق بالأنبياء والرّسل، واهب المواهب ومقدّس الأسرار، غافر الآثام وصانع الآيات، أيها الإله الصالح والمحيي، ينبوع الصلاح، أنت روح الحقّ والحكمة والفهم والمشورة والمعرفة، روح القوّة والتقوى والمخافة والعبادة الحسنة… بك يُعرَفُ الآب ويؤمَنُ بالابن ويُسجَدُ لك معهما سجوداً حقّاً، إذ أنت المساوي لهما بالجوهر، نتضرّع إليك في هذا العيد المجيد، لتجدّد فينا مواهبك الإلهيّة وتملأنا من حكمة تعليمك وتزيّننا بغنى عطاياك، لكي نحيا بك حياة مسيحيّة صالحة، ممجّدين الثالوث الأقدس، إلى الأبد، آمين. ما أجملها دعوة يوجهها يسوع الى كل منا في يوم “عنصرة الروح”. يدعونا كي نأتي اليه، لنقترب منه ونتحد به. يدعونا بكل بساطة كي نقيم معه، نقيم فيه، نحبه ويحبنا.. كم أنت وديع ومتواضع أيها الرب، تدعونا نحن الصغار أصحاب النفوس “البسيطة” والعقول المحدودة والاحلام المريضة والوجوه العابسة، أصحاب السلوكيات الطائشة، تدعونا لنسمع كلمتك التي تقودنا الى امتلاك “خارطة طريق” تصلنا اليك، بفعل حب عجيب لا تستوعبه قلوبنا الصغيرة فترفضه مكتفية بفتات تلتقطه من هنا وهناك لا يشبعها يوما… رغم ذلك تعطينا القدرة كي نفعل مشيئتك من أجلنا نحن، لخيرنا وسعادتنا وهناء عيشنا.. فاذا أحببناك، حفظنا وصايك، تسأل “الآب” كي يعطينا “الروح القدس”، الروح المعزي، المؤيد،البارقليط، المحامي والمدافع عنا بقوته الخارقة النازلة من السماء.. فأنت تعلم حاجتنا خصوصا أننا في أيام تتميز بالصخب والاضطراب والاضطهاد… أنت تعلم أن سهام الازدراء موجهة دائما علينا، مزودة بسموم العصرنة وما يتبعها من تهكم وتكفير وتمييز وتهجير وتقتيل، موجهة بمهارة سلاطين هذا العالم نحو مكامن الضعف فينا، في الشرق كما في الغرب، في بلاد التحجر الفكري والديني، كما في بلاد الانفتاح على حقوق الانسان وديمقراطية التصرف والسلوك والقرار الحر.. كم أنت محب يا رب لترسل لنا “الروح المؤيد” في الوقت المناسب، ساعة تشتد علينا المحن، نجده مدافعا عنا، ساعة نساق الى المحاكمات هو يتكلم فينا، ساعة تأتينا التجارب يقوي ضعفنا، يصلي عنا ويرفرف حولنا لينقذ من الهاوية نفوسنا. يا أبا المساكين، كن لمساكين الارض الصديق والرفيق، أشبع جوعهم، إحفظهم من الاستغلال، إستغلال أجسادهم، استغلال أرواحهم، استغلال فرحهم وحزنهم.. يا معطي المواهب، أفض علينا مواهبك، لنثمر فرحاً وهدوءاً وسلاماً.. يا ضياء القلوب، أضىء ظلمة قُلُوبنا لنستنير بك، كي تعود وتشتعل فينا شعلة حبك الالهي، فتلتحم معك قلوب الازواج المكسورة والمشلعة، ليشعر الأبناء أنهم فعلاً أبناء… يا معزي النفوس، عزّ الحزانى بيننا وفِي العالم أجمع، حوّل أحزاننا إلى أفراح ومآتمنا الى أعراس، ودموع الوداع إلى دموع لقاء… أيها النور الطوباوي، إملأ باطن قلوب مؤمنيك حباً كحبك وفرحاً كفرحك وسلاماً كسلامك… آمين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|