رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع وختبر الحزن، وكمستر عنه وجوهنا، محتقر فلم نعتد به" ( إش 3:53 ) هذة الكلمات لما نغمة جمال خاصة، ترن فى قلوب هؤلاء الذين يهيئون أنفسهم لسماع كل ما هو جميل، وتوضح حقيقة إدراك القلب لحاجاته إلى رجل الاوجاع، فلا يعود القلب يرى شيئا جديرا بالازدراء فى ذاك الذى هو محتقر من العالم. وهنا يميز القلب الفرق الشاسع بين قيم السماء وتلك التى للعالم: فالشهرة والتصفيق والهتاف، تتلاءم مع عظمة الارض، بينما الاحتقار والرفض يناسبان ابن الله! من الامور التى يلزم ان يتبعها تلاميذى هى ان يتركوا عنهم التقييم العالمى، ويحكموا فقط بحسب قيم السماء. لا تطلبوا المديح والثناء من الناس، فهذة ليست لكم لأنكم تتبعون مسيحا محتقرا. انظروا الرعاع، وهم يصيحون ويلقون بالحجارة ويستهزئون، ومع ذلك فهى تلك الجماعة الصغيرة الوديعة التى يحيطون بها، توجد سعادة وفرح لا تستطيع تلك الجموع الصاخبة أن تعرفهما أو تدركهما. تتبعوا تلك الجماعة الصغيرة لالتى يطاردونها بالاأحجار والتعييرات، وسيتضح لكم أنها تتكون من اشخاص حقيرين أدنياء لا يعتد بهم.. كونوا ضمن هذة الجماعة، وسوف تشعرون بجلال الله فى حضرة ذاك الذى احتقر ورفض من الناس.. ذاك الذى لو كانت قد وضعت على رأسه أكاليل من زهور، وأحاطت به هتافات الاستحسان والتصفيق، لما كان قد ظهر جلاله الإلهى بهذا القدر. فى ساعاتكم المظلمة، عندما تصيرون محرومين من كل معونة بشرية، احتفطوا بقربكم الشديد من رجل الأوجاع، واشعروا بيدى المحبة وهى تضغط على ايديكم فى صمت، ولكن بتفهم كامل لأنى انا أيضا مختبر الحزن، ولا يوجد قلب يتألم دون أن يتألم قلبى أنا أيضا ويتوجع معه. "محتقر فلم نعتد به" |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|