أليس المجد لله.
ونحن نقول له:
"لك المجد" ...
لماذا إذن نمجد العذراء؟
ونقول في ترتيلنا "مجد مريم يتعظم" . "ملكوها في القلوب" .. ؟
يقول قداسة البابا شنوده الثالث
المجد الذي يختص به الله وحده، هو مجد الإلوهية.
وهو الذي قال عنه "مجدي لا أعطيه لآخر"
ولكن الله يمجد أبناءه ورسله ومختاريه وشهداءه بأنواع أمجاد كثيرة .
وقد قيل:
أن الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم . وهؤلاء دعاهم .. وبررهم .. وهؤلاء مجدهم أيضاً (رو8: 30)
كذلك فإن الرب قد وهب المجد، لكل من يتألم من أجله. وينطبق هذا على الشهداء والمعترفين، ومن يتحملون الألم في الخدمة.
وهكذا قيل:
"إن كنا نتألم معه، فلكي نتمجد أيضاً معه" (رو8: 17)
بل ما أعجب قول السيد المسيح للآب عن رسله:
"وأنا أعطيهم المجد الذي أعطيتني" (يو17: 22)
فإن كان هذا قد قيل عن التلاميذ، ألا يليق المجد بالسيدة العذراء التي هي أم روحية لكل هؤلاء؟ .. بل هي أم لمعلمهم وربهم ..
على أن المجد الذي يُقدم للسيدة العذراء وللآباء الرسل وللشهداء لا يمكن أن يعتبر انتقاصاً من مجد الله الذي قال لتلاميذه: "من يكرمكم يكرمني"
إن الله قد خلق الإنسان للمجد. وأول مجد منحه الله لنا أنه خلقنا كشبهه على صورته ومثاله (تك1: 26، 27)
ثم هناك مجد آخر منحه الله للكهنوت.
وهكذا قال الرب لموسى عن هرون أخيه رئيس الكهنة
"اصنع ثياباً مقدسة لهرون أخيك للمجد والبهاء" (خر28: 2). وبالمثل قال عن أبناء هرون الكهنة" .. وتصنع لهم قلانس للمجد والبهاء" (خر2ـ 40)
ألا يليق بنا إذن أن نمجد العذراء، الملكة القائمة عن يمين الملك (مز45: 9)، التي جميع الأجيال تطوبها (لو1: 48)؟