1- وهذا يكفى للرّد على الذين هم من خارج, الذين يحشدون المجادلات ضدنا. ولكن لو أراد أحد من شعبنا أن يسأل, لا حبًا فى الجدل, بل حبًا فى التعلّم: لماذا لم يمت بأى شكل آخر غير الصليب، فهذا أيضًا نخبره بأنه لم تكن هناك طريقة أخرى نافعة لنا سوى هذه، وأنه كان أمرًا حسنًا أن يحتمل الرب هذا الموت من أجلنا.
2- لأنه إن كان قد جاء ليحمل اللعنة الموضوعة علينا، فكيف كان ممكنًا أن (يصير لعنة) بأى طريقة أخرى ما لم يكن قد قَبِلَ موت اللعنة الذى هو (موت) الصليب؟ لأن هذا هو المكتوب: "ملعون كل من عُلق على خشبة".
3- وإضافة إلى ذلك، إن كان موت الرب هو فدية عن الجميع, وبواسطة موته هذا نقض "حائط السياج المتوسط" وصارت الدعوة لجميع الأمم، فكيف كان ممكنًا أن يدعونا إليه لو لم يكن قد صُلِبَ؟ لأنه على الصليب وحده يمكن أن يموت إنسان باسطًا ذراعيه. لهذا كان لائقا بالرب أن يحتمل هذا الموت ويبسط ذراعيه، لكى بأحدهما يجتذب الشعب القديم وبالذراع الأخر يجتذب الذين هم من الأمم، ويوّحد الاثنين فى شخصه.
4- لأن هذا ما قاله هو نفسه عندما كان يشير إلى المِيتَة التى كان مزمعًا أن يفدى بها الجميع إذ قال: "وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلى الجميع".