الله يعطيك الفرصة للتوبة ـ القديس امبروسيوس
- إن كان الله لا يدينه ، فهل أنت تدينه ؟!
لقد قال بأن من يؤمن به لا يبقى فى الظلمة ، بمعنى انه قبل الإيمان كان فى الظلمة ، لكنه بعد الإيمان لا يعود بعد فيها ، بل تصلح اخطاؤه ويحفظ وصايا الرب الذى قال : ” إنى لا أسر بموت الشرير ، بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا “ ( حز 33 : 11 ) . وكأن الرب يقول : “لقد سبق أن قلت أن من يؤمن بى لا يدان . وأنا أحفظ له هذا ، لأنى لم آت لأدين العالم بل لأخلصه “ ( يو 12 : 47 ). إننى عن طيب خاطر أغفر له ، وبسرعة أسامحه …
“إنى أريد رحمة لا ذبيحة “ ( هو 6 : 6 ) لأنى “لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة “ ( مت 9 : 13 ) ومرة أخرى يقول الرب : “من رذلنى ولم يفبل كلامى فله من يدينه ” (يو 12 : 48) … فالذى رجع عن طريقه يكون قد قبل كلامه ، لأنه هذا هو كلامه أن يعود الكل عن الخطية . وبذلك فإنكم بإدانته تكونون قد أزدريتم بكلام المسيح هذا ، وإلا فاقبلوا الخطاة …
حقا يلزمهم أن ينتفضوا من الخطية ، ويحفظوا وصاياه مزدرين بالأثم … لكن يا لها من قسوة أن نزدرى بتوبة إنسان لم يحفظ بعد وصايا الرب ، وإنما سيحفظها . لنترك الرب نفسه يعلمنا بشأن أولئك الذين لم يحفظوا بعد وصاياه . “إن نقضوا فرائضى ولم يحفظوا وصاياى . أفتقد بعصا معاصيهم ، وبضربات إثمهم . أما رحمتى فلا أنزعها عنهم “ ( مز 89 : 31-33 ). هكذا وعد الجميع بالرحمة .
غفر الرسل الخطايا ، فبأى سلطان تحرمون البعض من الغفران ؟ من الذى يكرم الله أكثر : بولس أم أتباع نوفاتيوس ؟! كان بولس يعلم أن الله رحيم ، وأن الرب يسوع كان يعارض تهور التلاميذ .
انتهر يسوع يعقوب ويوحنا عندما تحدثا طالبين إرسال نار من السماء تهلك أولئك الذين لم يقبلوا الرب . قائلا لهما : “لستما تعلمان من أى روح أنتما . لأن أبن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص “ ( لو 9 : 55 – 56)
- من أى روح انتما ، أنكم لا تحملون حنانى وتزدروا بمراحمى ؟
حقا قال لهما : ” لستما تعلمان من أى روح أنتما “ … أما أنتم فيقول لكم : ” أنكم لستم من روحى ، لأنكم لا تحملون حنانى ، مزدرين بمراحمى ، رافضين توبة من أريد أن أبشرهم بواسطة الرسل بأسمى ” . باطلاً تكرزون بالتوبة وأنتم رافضون ثمارها . لأنه من يقوم بعمل دون أن يشجعه بجزاء أو نتيجة ؟! إذا ، إن كان أحد قد أرتكب خطايا ( تحسبونها خفيفة ) ، ولم يقدم عنها توبة جادة فكيف ينال جزاء ، ما لم تصلحه جماعة الكنيسة ( بحثه على التوبة ) ؟! حقاً ، إننى أريد من الخطاة أن يترجوا المغفرة ، وان يطلبوها بدموع وتنهدات ، مستشفعين بدموع الشعب كله وتوسلاتهم من أجل غفران خطاياهم . وإن تاجلت إعادتهم إلى الشركة فترة أو فترتين ( للتأديب ) … فليزيدوا من دموعهم ، وليأتوا فى ندم عميق … فيقول لهم الرب : “قد غفرت خطاياكم الكثيرة ، لأنكم أحببتم كثيراً “ ( لو 7 : 47 ) .